من البند الخلفي الى البيت الأبيض ظهر ابو محمد الجولاني رئيس الادارة الانتقالية في سوريا، لا مراسم ولا اعلام ولا سجادة حمراء ولا كاميرات مصوبة. لقاء ترامب برئيس الادارة الانتقالية في سوريا لم يكن صدفة ولم يكن مجاملة، بل خطوة محسوبة في لعبة اعادة رسم الشرق الاوسط.
ترامب الذي اغدق المديح على الجولاني ووصفه بالقائد القوي لم يكن يطلق كلاما مجانيا بل يختبر ورقة دمشق في مشروع التطبيع الكبير الذي تدفع به واشنطن من الرياض الى تل أبيب.
هو لقاء يخلط الاوراق، سوريا التي حصرت بالأمس تدخل اليوم باب التطبيع وترامب الذي يفتح الباب من الخلف يريد ان يعود الى الواجهة من الامام.
أثارت طريقة استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للجولاني في البيت الأبيض جدلًا بين رواد التواصل الاجتماعي، حيث رأى بعضهم أن الاستقبال كان طبيعيًا، بينما اختلف آخرون في ذلك، بعد أن نشرت الرئاسة السورية لقطات من اللقاء على صفحتها الرسمية في منصة إكس.
عطر؛ لا تصريح سياسي ولا حتى اتفاق مكتوب! ترامب يمد يده نحو رئيس الادارة الانتقالية في سوريا ويرش عليه العطر بابتسامة وكأنه يبارك بداية جديدة او حتى يغطي رائحة ماضٍ مليء بالخسار، لقطة بسيطة لكنها تختصر مشهدا كاملا من التحولات: من القطيعة الى التطبيع، ومن التهديد الى المديح.
الجولاني دخل من الباب الخلفي الى البيت الابيض وترامب يفتح له الابواب بالكلمات المعسلة والروائح الفاخرة، هو مشهد يقال انه شخصي، ولكن في السياسة لا شيء شخصي خصوصا حين يكون العطر أميركيا والرسالة شرق اوسطية.
واضح أن التطبيع لم يعد يُكتب على الورق، بل صار يُرشّ على الأكتاف، فيما كانت التعليقات خليطًا من الدهشة والسخرية. لقطة واحدة أشعلت النقاش حول من يطبع مع من، ومتى سيبدأ هذا الفصل الجديد من المسرحية الأمريكية.