لا يزال العدو الإسرائيلي يمارس جميع أشكال العدوان بحق الشعب الفلسطيني، ولم يكتف بالحرب المدمرة على غزة خلال عامين وكل المجازر التي ارتكبها والدمار الذي أحدثه، بل امتد إلى الاعتداءات اليومية على الضفة الغربية وتوسيع دائرة الاستيطان إضافة إلى جميع الممارسات الوحشية.
واليوم، نحن أمام فصل جديد من فصول العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني: مشروع قانون صوّت عليه الكنيست الإسرائيلي في القراءة الأولى، يُجيز بحسب الصهاينة إعدام الأسرى الفلسطينيين في السجون.
أي وحشية هي هذه.. وهل هذا العالم الذي وصل إلى القرن الحادي والعشرين يقبل بمثل هذه القوانين من محتل اغتصب وطناً بكامله وهجّر شعباً بأسره، خمسة وسبعون عاماً من الاحتلال، واليوم يمارس مثل هذه الأعمال الوحشية ضد شعب قرر أن ينتفض ويقاوم من أجل تحرير بلده ووطنه وأرضه.
مشروع القانون الذي تمت الموافقة عليه في القراءة الأولى يعكس الطبيعة الوحشية والإجرامية للكيان الإسرائيلي، كما يعكس وحشية جميع العناصر المتطرفة داخل حكومة نتنياهو. وبن غفير، الوزير المعروف بإجرامه وإرهابه، وزّع الحلوى بعد أن صوت الكنيست في القراءة الأولى على هذا المشروع، وكأنه يقول للعالم: "أريد أن أبيد الشعب الفلسطيني دون أن يكون هناك أي صوت في العالم."
شاهد أيضا.. قانون الإعدام والقوة الدولية بغزة.. صراع النفوذ بين"إسرائيل" وواشنطن!
الكيان الصهيوني كيان إجرامي من رأسه إلى أساسه، وما فعله بن غفير من توزيع الحلوى بعد التصويت على هذا المشروع في القراءة الأولى يعكس هذه الطبيعة الوحشية والإجرامية للكيان الصهيوني.
الكلام قد يتكرر، لكن الصورة أكثر إجراماً من أي حديث أو كلمات. فعندما نرى المجرم يتباهى ويوزع الحلوى، يذكرنا هذا بما قام به بن غفير سابقاً عندما اقتحم السجون الصهيونية أمام عدسات الكاميرات ليقول أمام الصحفيين إن هؤلاء الأسرى جميعهم سيلاقون الإعدام، وهو يشير بإصبعه إلى الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية. إنه مجرم وقح واستفزازي غير آبه بأي شيء من القيم الإنسانية.
في كل الأحوال المحتل لا إنسانية له، ومجرد قيامه باحتلال أرض وطرد شعب يُفقده كل القيم الإنسانية، وهذا هو الكيان الصهيوني - هذه طبيعته ونشأته وما يقوم به.
قانون إعدام الأسرى ليس بالأمر الجديد، فهو يعكس وحشية العدو الإسرائيلي وليس دليلاً جديداً يمكن أن يُستدل به. مشروع قانون إعدام الأسرى حلم لبن غفير قبل أن يشارك في الحكومة، وربما قبل أن يشارك في أي عمل سياسي، فهذا الذي يعيشه كامل شخصيته يعكس الطبيعة الإجرامية لكل هؤلاء الذين اغتصبوا الأرض واحتلوا فلسطين.
لولا الصمت في هذا العالم ما كان المحتل ليجرؤ على مثل هذا الأمر، لأن ما يُقدم عليه الآن الكيان الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين أكبر بكثير من مجرد قانون - إنه إعدام للإنسانية.
وبكل الأحوال، ما يعيشه الأسرى الفلسطينيون داخل السجون لا يمكن لأحد أن يتصوره، لا على مستوى العذاب ولا على مستوى الوحشية، لكن هؤلاء لا صوت لهم في هذا العالم ينصر قضيتهم.
قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين حلم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي يسعى بكل السبل إلى إقراره في الكنيست بأسرع وقت. يعاني الأسرى ظروفاً تُعد الأسوأ في تاريخ الحركة الأسيرة من حيث اكتظاظ السجون وحرمانهم من الغذاء والدواء وتعذيبهم وضربهم والاعتداء عليهم، مما أدى إلى استشهاد 81 أسيراً منذ الحرب على غزة، فيما يُعتقد بوجود عشرات الشهداء الأسرى من قطاع غزة الذين لم تعترف بهم حكومة الاحتلال.
الأسوأ من هذا القانون الإجرامي المنتهك لكامل الحقوق الإنسانية بحق شعب قرر أن يقاوم دفاعاً عن أرضه، ما يبرره المحتل من أن هؤلاء "إرهابيون". يعني محتل يقتل شعباً ويطرد شعباً ويحتل الأرض، ثم يُجيز لنفسه قتل وإعدام الأسرى! هذا مجرم وقح لا قيمة إنسانية له على الإطلاق.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...