فاليوم الفلسطيني، من الحواجز العسكرية التي ينصبها الاحتلال الإسرائيلي إلى الجغرافيا المتمزقة وقيود الحركة التي تخنق تفاصيل الحياة، يضع نص الإعلان في مواجهة واقع يُفرض بالقوة، ويعد من خلاله تشكيل المكان والإنسان معاً على نحو يناقض جوهر فكرة الدولة.
"هل نحن مستقلون؟ دولة مستقلة ويحدث فيها ما يحدث؟ المستوطنون يعتدون يومياً على ممتلكات الناس، على أرضنا وبلادنا. هؤلاء يسيطرون على ما يريدون. أي استقلال يتحدثون عنه؟ نحن مستقلون؟ نحن لا نعرف. لو كنا مستقلين لما سمحت الدولة لهم بفعل هذا الكلام وباسم الشعب العربي الفلسطيني."
قيام دولة فلسطين بعد 36 عاماً على إعلان الاستقلال تحل ذكرى هذا العام في أكثر المراحل انكشافاً على حقيقة ما يجري في الضفة الغربية. هذه السنة تسجل أعلى معدلات التمدد الاستيطاني والسطو على الأراضي منذ عقود، بفعل سياسات يمارسها الاحتلال الإسرائيلي وتنفذها جماعة المستوطنين ضمن ما يشبه هندسة ممنهجة للجغرافيا، على حساب حقوق السكان الأصليين لصالح واقع يُفرض بالقوة.
نرى أن تجسيد إعلان الاستقلال لابد أن يكون من خلال الوحدة الوطنية والمقاومة الشاملة ضد الاحتلال وسياساته الدموية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأيضاً، في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها القضية الفلسطينية والتي نعتقد أنها على مفترق طرق، نحن بحاجة ماسة إلى توحيد الموقف الفلسطيني في مواجهتها.
تتعرض المقدسات في الضفة الغربية لاعتداءات متكررة يقودها الاحتلال الإسرائيلي وجماعة المستوطنين، من اقتحام المواقع الدينية إلى العبث بمحتويات المساجد، وهو استهداف يمس هوية المكان ويقوض ركائز الوجود الفلسطيني. ومع استمرار هذه السياسات، يصبح قيام دولة فلسطينية تحت الاحتلال أمراً بعيد التحقيق في واقع تُنتزع فيه الأرض، وتهاجم فيه المقدسات، ويحاصر فيه الإنسان.
التفاصيل في الفيديو المرفق..