وبحسب الصحيفة، ورغم أن الشاباك يعدّ أصغر الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية الثلاثة من حيث الحجم، فإنه الأكثر حضوراً وتأثيراً في صناعة القرار السياسي والعسكري، بحيث لا يمكن تمرير أي قرار يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين دون موافقته. جهاز الشاباك
ويعود تأسيس الشاباك إلى عام 1949 على يد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول دافيد بن غوريون، الذي أنشأه من مجموعة من عناصر منظمة "الهاغاناه" التي شاركت في عمليات التطهير العرقي والقتل الجماعي بحق الفلسطينيين عام 1948.
والمهام الأساسية للشاباك تتمثل في الحفاظ على الأمن الداخلي الإسرائيلي، وحماية المؤسسات الرسمية والحساسة داخل إسرائيل، إضافةً إلى حماية بعض الشخصيات السياسية والرسمية، والكشف عن الجواسيس داخل الكيان الإسرائيلي. وتشمل مهماته أيضاً التحقيق، ومكافحة التجسس، وجمع المعلومات، وإحباط عمليات المقاومة الفلسطينية قدر الإمكان قبل وقوعها، واعتقال الفلسطينيين أو قتلهم.
ويعتمد الشاباك على التكنولوجيا بشكل متزايد، وتشكل وحداته التقنية ما يقارب ربع قوامه البشري. وفي عام 2023، أطلق الجهاز منصة ذكاء اصطناعي مشابهة لـChatGPT، أسهمت – بحسب تقارير إسرائيلية – في كشف عدد من التهديدات الداخلية.
ثغرات وإخفاقات الشاباك
ورغم هذه القدرات، أشار التقرير إلى أن الشاباك فشل في منع عملية طوفان الأقصى، كما أخفق في إحباط عمليات مقاومة سابقة وحالية، وهو ما اعتبرته الصحيفة دليلاً على وجود ثغرات في الجهاز، أو على قدرة المقاومة على تجاوز الأساليب التكنولوجية والشبكات المعلوماتية التي يعتمدها.
كما أكد التقرير أن الصورة المبالغ فيها عن قوة إسرائيل العسكرية والأمنية والسياسية انهارت بالكامل في 7 أكتوبر، وفق ما تراه جهات إسرائيلية ودولية، ما وضع أجهزة الأمن – وفي مقدمتها الشاباك – تحت المجهر.
وبحسب التقرير، ينشط الجهاز على نطاق واسع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويجمع معلومات حول فلسطينيي الداخل (48)، والضفة الغربية وقطاع غزة. كما أشار إلى ضلوع الشاباك في بعض الملفات المشتركة بين فلسطين ولبنان، بما في ذلك تنفيذ عمليات اغتيال داخل الأراضي اللبنانية عندما تكون الملفات ذات صلة مشتركة.
ويتكوّن الجهاز من عدة مناطق وأقسام، أبرزها: منطقة القدس والضفة الغربية. المنطقة الشمالية (تعاون استخباراتي مع أجهزة أخرى في الملفات المشتركة مع لبنان). المنطقة الجنوبية ومقرها عسقلان. القسم العربي المختص بمراقبة المجتمع الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة، القسم اليهودي (غير العربي) لمتابعة الجماعات اليهودية المتطرفة أو المعارضة. قسم الحماية المعنيّ بتأمين الشخصيات والوفود والطائرات الرسمية. وقسم التحقيقات والوحدات المتخصصة بجمع المعلومات.
ويشير التقرير إلى أن وجود قسم خاص لليهود غير العرب يرتبط بوجود انقسامات عنصرية داخل المجتمع الإسرائيلي بين اليهود الشرقيين والغربيين.
أول عملية فاشلة من نوعها
وذكر التقرير أن الشاباك نفّذ لأول مرة عملية خارجية مباشرة عندما حاول اغتيال قيادات فلسطينية في قطر، وهي مهمة كانت سابقاً ضمن اختصاص جهاز "الموساد"، إلا أنها انتهت بالفشل، ما أعاد إبراز حدود قدرات الشاباك في العمليات الخارجية رغم عملياته داخل الأراضي المحتلة.