مياه الأمطار التي غمرت آلاف خيام النازحين في غزة كانت انعكاساً واضحاً لضعف الخدمات الإنسانية والإغاثية، وخاصة أجهزة الدفاع المدني التي تعاني من نقص حاد في المعدات حدّ من قدرتها على تقديم خدماتها في هذه الأزمة.
وقال العميد رامي العايدي مدير جهاز الدفاع المدني بالمحافظة الوسطى:"الدفاع المدني لم يسلم من هذه الحرب الشرسة التي طالت جميع آليات ومعدات ومضخات الدفاع المدني، والتي كانت تُستخدم قبل الحرب وهي قديمة أصلاً. الآن النازحون في الخيام يتعرضون للغرق ويواجهون المنخفضات الجوية السابقة واللاحقة بظروف صعبة، في ظل عدم وجود إمكانيات لدى الدفاع المدني، حيث تم تدمير جميع المضخات التي كان يستخدمها في شفط مياه الأمطار من البيوت والخيام حتى لو تم توفير مضخات جديدة، فإن هذه المضخات تحتاج إلى وقود (البنزين)، والبنزين الآن شبه مقطوع أو غير متوفر في قطاع غزة، وهذه مأساة تُضاف إلى المآسي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
الآلاف من نداءات الاستغاثة وصلت إلى مقرات الدفاع المدني لشفط المياه من الخيام المغمورة، لكن الاستجابة كانت ضعيفة أو معدومة بسبب نفاد وقود المضخة الوحيدة .
شاهد أيضا.. قوات الاحتلال تقصف قطاع غزة وتواصل نسف المنازل
يقول أحمد سلمان وهو ضابط انقاذ في الدفاع المدني: "نحن مفروض أن نكون على أهبة الاستعداد عند الاتصال على الرقم 102، فهذا رقم الاستغاثة، وكل من يحتاج للإطفاء أو الإنقاذ أو سحب المياه، نحن مفروض أن نكون في اللحظة الأولى موجودين عنده، لكننا بسبب عدم وجود وقود ومعدات ثقيلة نعمل بأقل الإمكانيات ولا نقدر على إكمال الخدمة المطلوبة من أجل المجتمع."
وبينما يكشف هذا المنخفض الجوي عن حجم الكارثة، تبقى المخاوف الحقيقية من ازديادها مع تجدد المنخفضات الجوية في الأيام القادمة.
هذا واحد من أبسط المنخفضات الجوية التي يمر بها قطاع غزة، لكن الدفاع المدني يقف اليوم عاجزاً عن تقديم خدماته لعشرات الآلاف من خيام النازحين التي غمرتها مياه الأمطار، بسبب نقص الإمكانيات بالإضافة إلى نقص الوقود.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...