جاء ذلك في تصريح ادلى به لاريجاني، يوم الأربعاء، خلال لقائه نخبة من رؤساء مراكز الفكر والمنظرين الباكستانيين البارزين في مجال السلام والأمن الإقليمي والدولي، في حفل أقيم في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإسلام آباد.
ونقل لاريجاني تحيات قائد الثورة الإسلامية إلى الشعب الباكستاني، وقال: "إن الشعب الذي دعم إيران بمسؤولية في هذه الحرب الظالمة الأخيرة التي شنها الكيان الصهيوني أثبت بانه يحظى بفكر متقن".
كما شكر الحكومة والبرلمان والقوات المسلحة الباكستانية.
وأضاف لاريجاني: "إن أساس تعاوننا مع باكستان في الماضي والحاضر هو التقارب الثقافي، ونتمتع أيضا بوحدة فكرية على الصعيد السياسي. نعتبر باكستان دولة صديقة وشقيقة وجارة وذات ثقافة مشتركة، واللغة الفارسية من عوامل التقارب بين الشعبين".
وفي إشارة إلى دعم باكستان لايران خلال حرب السنوات الثماني المفروضة من قبل نظام صدام خلال الفترة 1980-1988، قال: "كان موقف باكستان الساعي إلى العدالة آنذاك عونا كبيرا لنا، كما أن حرب الاثني عشر يوما الأخيرة قدمت لنا دروسًا مختلفة".
*التاريخ الحضاري للشعب الايراني هو سر النصر في الحرب
وأضاف لاريجاني: "لقد تجلت إرادة الشعب الإيراني في هذه الحرب. أما الكيان الصهيوني، الذي ظن أنه قادر على هزيمة إيران، فقد خاب أمله تمامًا".
وتابع: "لقد انتصرت عزيمة القيادة وإرادة الشعب الإيراني على أسلحة العدو وعدوانه. إن التاريخ الحضاري للشعب الايراني هو سر معركتنا البطولية وانتصارنا. إيران كانت منذ آلاف السنين، ولا تزال، وستظل كذلك. لقد ظن العدو بحماقة أنه يستطيع سحق إيران بالحرب".
وقال لاريجاني: "هذه الحرب كانت نتيجة مؤامرة أمريكية صهيونية دبرت لسنوات. كما أعلن ترامب مؤخرا أنهم منذ عام 2003 كانوا يتدربون على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية بطائراتهم. لكن قدرة الباري تعالى احبطت هذا العدوان".
وأضاف: "إيران تمتلك صواريخ قوية اخترقت أمن الكيان الصهيوني الزائف. كانت هناك أيضا بعض أوجه القصور التي نحاول معالجتها".
*الأزمة الداخلية في الكيان الصهيوني وتآكل سمعته
وفي إشارة إلى الوضع الراهن للكيان الصهيوني، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي: "يواجه هذا الكيان الآن تآكلًا في سمعته، ولم يسبق له أن واجه مثل هذا التحدي الدولي. لقد عانى الصهاينة من نوع من الفوضى والتعقيد الداخلي، وتشير الإحصاءات أيضا إلى وجود اضطراب في مستقبلهم. لم يكن وضع قوتهم في المنطقة عميقا قط."
*مستقبل المفاوضات الإيرانية الأمريكية
وقال لاريجاني عن المحادثات النووية وإمكانية عقد لقاء بين طهران وواشنطن: "يحاول الأمريكيون تصوير أنفسهم على أنهم نقطة تحول في كل تطور في العالم؛ وهذا نوع من خداع الذات. نحن نقبل المفاوضات الحقيقية، لا المفاوضات المصطنعة. يجب أن تقوم المفاوضات على أسس حقيقية، ويجب عدم الإعلان عن نتيجتها مسبقا. الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تُصرّ على ذلك (المفاوضات)."
*التعاون الإيراني الباكستاني
وقال لاريجاني عن العلاقات الإيرانية الباكستانية: "نحن مستعدون لتوسيع التعاون في جميع المجالات، ولا نرى أي قيود من جانب إيران على التعاون مع باكستان. آفاق التعاون المستقبلية إيجابية، لكنها بحاجة إلى مزيد من التحرك. تتوفر منصات متنوعة لتطوير العلاقات الاقتصادية، ونأمل أن يصبح مسار التعاون أكثر سلاسة."
*التوترات الباكستانية الأفغانية / تطورات فلسطين وغزة
وردا على سؤال حول التوترات الأخيرة بين باكستان وأفغانستان، قال: "نشعر بالحزن إزاء هذه الأحداث، والعالم الإسلامي بحاجة إلى الوحدة والوفاق. نحن نسعى لحل هذه المشكلة بأفضل طريقة."
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال: "لقد تعرض الشعب الفلسطيني للظلم. وبدلًا من حل المشكلة، تحاول أمريكا طمس القضية. القضية الفلسطينية بالغة الأهمية ولن تُحل بالاجراءات الاستعراضية."