تسريب جديد أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست كشف عن محادثات تجريها تل أبيب مع دمشق، بدعم أمريكي، لبحث إمكانية التوصل إلى ترتيب أمني على الحدود الشمالية، وذلك وفق ما أوردته صحيفة معاريف العبرية.
الصحيفة أشارت إلى أن وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر أبلغ أعضاء اللجنة، خلال جلسة سرية، بأن الأشهر الأخيرة شهدت نقاشات أولية مع الجانب السوري، مع تأكيده أن أي اتفاق محتمل يجب أن يضمن أمن تل أبيب وحرية عملياتها العسكرية. وشدد ساعر على الأهمية الاستراتيجية لمنطقة جبل الشيخ، باعتبارها نقطة محورية في قدرات الإنذار المبكر للجيش الإسرائيلي.
مصادر حضرت الجلسة أوضحت أن ما طرحه ساعر ينسجم مع نهج إسرائيلي راسخ يرفض أي تغييرات ميدانية يمكن أن تقلص هامش العمل ضد التهديدات القادمة من سوريا ولبنان.
ويأتي ذلك بالتوازي مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، والتي تقول تل أبيب إنها تستهدف مواقع عسكرية ولوجستية مرتبطة بفصائل مسلّحة تسعى إلى نقل أسلحة دقيقة قرب الحدود.
في الجانب الدبلوماسي، تعمل واشنطن على محادثات هادئة مع الأطراف كافة، بهدف خفض منسوب التوتر، وتشمل النقاشات إمكانية وضع ترتيبات تقلّص وجود القوات السورية الثقيلة في المناطق الحدودية، مقابل تقليل وتيرة الهجمات الإسرائيلية داخل سوريا.
ومع ذلك، يوضح المسؤولون في الكيان أن ما يجري لا يتعدى كونه اتصالات أولية دون أي تقدم فعلي، وأن أي خطوة مستقبلية ستكون مشروطة بالحفاظ على التفوق الاستراتيجي لتل أبيب.
ميدانياً، أعلنت السلطات السورية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت ثلاثة توغلات في قرى بريف القنيطرة الجنوبي، حيث أقامت دورية إسرائيلية حاجزاً مؤقتاً في قرية أم عظام بعد تحركها من نقطة العدنانية باتجاه عدة مناطق محيطة. كما استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية في وقت سابق، منطقة تل باط الورد في ريف دمشق بثلاثة صواريخ دون تسجيل إصابات.
ملف معقد يجمع بين اتصالات سياسية غير معلنة وتحركات عسكرية متصاعدة، فيما تبقى الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مرشحة لمزيد من التوتر ما لم تؤدي الجهود الدولية إلى خطوات تهدئة ملموسة.
التفاصيل في الفيديو المرفق..