وجاءت تصريحات لوبيز عقب تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، كشف عن تشكيل فريق خاص داخل منزل رئيس الكيان "يتسحاق هرتسوغ"، عمل سرّا لشهور لإحباط أي قرار بطرد "إسرائيل" من المسابقة.
وقال لوبيز في منشور على منصة "إكس": "ما جرى ليس نقاشا ديمقراطيا، بل مهزلة مُعدة مسبقا.. حياد يوروفيجن لم يكن يوما موجودا، ولن يكون."
وكشفت وسائل إعلام إسبانية أن تدخلات هرتسوغ وضغوطه الدبلوماسية داخل اتحاد البث كانت "حاسمة" في تغيير مسار التصويت، ما فجّر اعتراضات واسعة داخل أوروبا.
وأعلنت إسبانيا رسميا انسحابها من يوروفيجن 2026، احتجاجا على ما وصفته بـتسييس المسابقة لصالح "إسرائيل" واستخدام الثقافة لتبييض جرائم الحرب في غزة".
ولحقت بها كل من أيرلندا وسلوفينيا وهولندا، في خطوة غير مسبوقة منذ تأسيس المسابقة.
وقالت هيئة RTVE في بيان: "إسبانيا لا يمكن أن تكون جزءا من مسابقة تُستخدم لتلميع صورة حكومة ترتكب انتهاكات خطيرة بحق المدنيين".
وانتقد لوبيز "الصمت المخزي" لاتحاد البث الأوروبي تجاه الاتهامات، مؤكدا أن المنظمة لم تتجرأ على الرد رغم وضوح التدخلات السياسية الإسرائيلية.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه التسريبات أن "إسرائيل" لم تكتف بالمشاركة بل تدخلت سرًا لضمان بقائها، يتنامى داخل أوروبا تيار يدعو إلى مقاطعتها ثقافيًا وفنيًا. ولوّحت آيسلندا بالانسحاب، فيما تدرس بلجيكا وفنلندا اتخاذ الخطوة نفسها.
وتأتي هذه التطورات بينما تجد دول كألمانيا والنمسا نفسها أمام معادلة صعبة: فهي تدعم كيان الإحتلال سياسيا لكنها الممول الأكبر للمسابقة، ما يجعل استبعاد تل أبيب مهددا بترك يوروفيجن بلا تمويل وربما بلا مدينة مستضيفة.

ويرى محللون أن اجتماع جنيف الأخير كشف حجم الانقسام، إذ رفضت أغلبية الدول التصويت على استبعاد الكيان الصهيوني، لكنها دعمت قواعد جديدة لمنع التدخل الحكومي في المسابقة—في إشارة واضحة إلى التدخل الإسرائيلي السابق.
وتعود جذور الأزمة إلى العام الماضي عندما قفزت المغنية الإسرائيلية "يوڤال رافائيل" فجأة من المركز 14 إلى الثاني بفضل تصويت الجمهور، في واقعة تسببت حينها باحتجاجات وتعطيل أدائها في بازل، ودَفعت اتحاد البث إلى تقليص عدد الأصوات المسموح بها ومنع التحشيد المنسق.
ورغم تأكيد اتحاد البث أن يوروفيجن "حدث غير سياسي"، تكشف التطورات الأخيرة عن العكس تمامًا؛ فالمسابقة التي لطالما قدّمت نفسها كجسر ثقافي باتت اليوم ساحة لصراع سياسي وأخلاقي ومالي—في اختبار يعتبره كثيرون الأخطر في تاريخ يوروفيجن قبل نسخة 2026.