تؤكد الطواقم الطبية أن منع دخول الأدوية والمعدات الحيوية يهدد بتوقف أقسام حساسة مثل العناية المركزة وحضانات الأطفال وبنك الدم، وهي أقسام تمثل شريان الحياة لآلاف المرضى. فيما انعكس هذا التدهور على رفوف الصيدليات، حيث قفزت أسعار الدواء إلى مستويات خيالية جعلت شراء علاج بسيط رفاهية لا يقدر عليها كثيرون.
وإلى جانب الأرقام، يجلس مرضى السرطان في انتظار جرعات العلاج الكيماوي التي لم تصل بعد، بين الخشية من تفاقم المرض والخوف من أن يُتركوا للنسيان. وفي مراكز الفشل الكلوي تقلصت جلسات الغسيل، وباتت حياة المرضى مرهونة بالدقائق الأخيرة التي يمكن للأجهزة أن تعمل خلالها قبل توقفها الكامل.
المختصون يحذرون من أن بعض المراكز الصحية تعيش لحظاتها الأخيرة، في مشهد يختصر فصول كارثة إنسانية يصنعها الحصار حين يتحول من قرار سياسي إلى مقصلة تطال أرواح المدنيين. الجهات الرسمية من جانبها تؤكد أنها قدمت كل ما تستطيع، غير أن حجم الكارثة يتطلب دعماً عاجلاً وواسعاً.
ما يجري في الحديدة ليس مجرد أزمة طبية، بل انتهاك صريح للقانون الإنساني الدولي الذي يفرض حماية المرافق الصحية وضمان تدفق المساعدات. إنها صرخات مكتومة في نفوس الأطباء والمرضى، تدعو العالم إلى رؤية ما يحدث حين يصبح الحصار أقوى من المبادئ الإنسانية.
التفاصيل في الفيديو المرفق..