في زمن تتزاحم فيه السرديات وتتشابك فيه الحقائق مع الأهواء، يبرز سؤال كبير من قلب المشهد الأمريكي: ماذا يجري في الوعي الجمعي لأمة لطالما ظنت نفسها بمنأى عن التحولات العميقة؟ فمنذ “طوفان الأقصى”، بدا واضحاً أن الشارع الأمريكي، لا سيما بين أوساط الشباب وفي فضاءات الجامعات، يشهد تحولاً عميقاً غير مسبوق؛ تحول لم تصنعه البيانات السياسية ولا منصات السلطة، بل صنعته العيون التي رأت، والعقول التي تساءلت، والضمائر التي قررت أن تكسر صمتها.
وفي قلب هذه المرحلة الفارقة، يترسخ فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك، ليس كحدث انتخابي عابر، بل كمؤشر قوي على ولادة وعي جديد يعيد تعريف موقع العدالة في السياسة ويكسر احتكار الرواية في بلد يعد الأكثر تأثيراً عالمياً. هذا التطور يطرح أسئلة عميقة حول مدى عمق هذا التحول واستمراريته؛ فهل يمثل هذا الفوز تراجعاً، ولو رمزياً، لخطاب “الترامبية” الذي ارتبط بالقومية والهويات المغلقة؟ وأين تقف مؤسسات الحكم التقليدية من هذا المسار، وهل تتجه لاحتوائه أم لمواجهته؟ إن فهم هذه التساؤلات يفتح الباب أمام تحليل أوسع لمستقبل السياسة الأمريكية وطبيعة التحولات التي قد تعيد تشكيل توجهات الناخبين وصانعي القرار في السنوات القادمة.
وقد استضاف برنامج “نوافذ” للبحث في حيثيات موضوع الحلقة الباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية د. علي حمية، والكاتب والباحث السياسي علي مراد.
للمزيد من التفاصيل شاهد الفيديو المرفق..