وقد أفاد وزير الداخلية ليون شرايبر أن هذا القرار اتخذ بناءً على توصيات من أجهزة الاستخبارات الوطنية ومجموعة الأمن في البلاد، والتي كشفت عن تورط جهات إسرائيلية في استغلال الإعفاء كجزء من ما وصفه بـ"جهود الهجرة الطوعية" لسكان غزة.
وأوضح أن الإعفاءات تُستخدم عادة لتشجيع السياحة والإقامات القصيرة، إلا أن التحقيقات حول رحلتين مستأجرتين وصلتا مؤخرًا أظهرت أن السفر "لم يكن لغرض السياحة أو الزيارات القصيرة، بل لنقل فلسطينيين من غزة".
اقرأ ايضا..
حماس: نقبل القوات الأممية كقوات فصل ومراقبة للحدود
وكشف الوزير أن الركاب لم يقوموا بتنظيم رحلاتهم بأنفسهم، بل تولى وسطاء حجز طائرات كاملة لهم. كما أشار إلى أن العديد من المسافرين كانوا يحملون تذاكر ذهاب فقط، وتم منعهم من اصطحاب الأمتعة، وسمح لهم فقط بحمل مبالغ مالية بالدولار وبعض الحاجيات الأساسية. وعند وصولهم إلى مطار أو آر تامبو الدولي، تبين أن بعضهم لم يكن يحمل وثائق مغادرة أو تفاصيل عن إقامتهم، أو حتى تذاكر لرحلات العودة.
ووفق شرايبر، فإن نمط الرحلات يشير إلى "إساءة واضحة للإعفاء واستغلال للركاب أنفسهم"، مضيفًا أن معظم القادمين أكدوا أنهم لا يرغبون في طلب اللجوء، ما استدعى تدخل منظمات المجتمع المدني لدعمهم. كما أظهرت التحقيقات أن نقل المسافرين قد يكون جزءًا من خطة أوسع لإعادة توطين فلسطينيين في دول مختلفة، بما في ذلك دور لوسيط مقره دبي يسعى لتنظيم مزيد من الرحلات "في أقرب وقت".
تأتي هذه الخطوة بعد أن تم منع 153 فلسطينيًا من دخول البلاد الشهر الماضي بسبب عدم كفاية الوثائق، قبل أن يُسمح لهم بالدخول لاحقًا لأسباب إنسانية. وأشارت تقارير من وسائل الإعلام جنوب أفريقية إلى أن أجهزة الأمن والحكومة قد بدأوا تحقيقًا مشتركًا في هذه القضية، وسط شبهات بشأن تورط منظمة تُعرف باسم "المجد أوروبا" في تنسيق عمليات النقل ضمن "هجرة قسرية" لفلسطينيين من غزة.
في هذا الصدد، أعلنت شركة "جلوبال إيرويز" للطيران العارض أنها قد نفذت رحلة مماثلة في أكتوبر 2025 من نيروبي إلى جوهانسبرغ، حيث نقلت أيضًا مسافرين فلسطينيين دخلوا البلاد عبر نفس الإعفاء.
من جانبه، أوضح شرايبر أن إلغاء إعفاء التأشيرة يهدف إلى منع حدوث عمليات مشابهة في المستقبل، مع ضمان إمكانية تقديم طلبات اللجوء للراغبين، والتعامل مع المسافرين المتبقين وفق شروط الإقامة القصيرة. كما أشار إلى أن الرئيس سيريل رامافوزا قد ذكر سابقًا إمكانية "ترحيل المسافرين من غزة"، وهو ما تم تأكيده لاحقًا من خلال التحقيقات.
وختم الوزير بالقول: "جنوب أفريقيا لن تكون طرفًا في أي مخطط لاستغلال أو تهجير الفلسطينيين من غزة، وفي الوقت نفسه سنضمن أن يتمكن الزوار الحقيقيون من فلسطين من دخول البلاد بأمان دون تعرضهم للإساءة".