جاء ذلك في كلمة القاها العميد طيار عزيز نصير زاده، وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الايرانية، في جامعة مالك الأشتر للتكنولوجيا بمناسبة يوم الطالب الجامعي بالجمهورية الاسلامية الايرانية.
وفي بداية كلمته، أشار وزير الدفاع إلى الصلة التاريخية ليوم 7 ديسمبر بنضال الشعب الإيراني ضد أميركا، وقال: "إن يوم الطالب الجامعي هو في الواقع يوم نضال ضد الاستكبار العالمي، واليوم المثال الواضح على ذلك، هو أميركا".
واستعرض العميد نصير زاده التطورات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية وعملية تشكيل قوة الولايات المتحدة، قائلاً: "لقد أنشأت أميركا نظامًا شموليًا باستغلال الظروف العالمية والموقع الجغرافي ونفوذها في المؤسسات الدولية، ثم أعلنت لاحقًا، من خلال توسيع قوتها البحرية، أنها يجب أن تكون موجودة في جميع المحيطات. وهذا النهج يُظهر الطبيعة الحقيقية للاستكبار".
وفي إشارة إلى الأمثلة المعاصرة للتدخلات الأميركية، قال وزير الدفاع: من الدول الإقليمية إلى أوكرانيا، أينما تدخلت أميركا، كانت النتيجة هي الضغط والحرب وخداع الرأي العام، وفي المنطقة، فإن الكيان الصهيوني هو أداة لتنفيذ السياسات الأميركية. قاعدة أنشأتها أميركا لتحقيق أهدافها الشمولية في المنطقة.
وتطرق وزير الدفاع إلى الاقتدار الدفاعي للجمهورية الإسلامية الإيرانية وقال: إن الدولة الوحيدة التي قامت برد ساحق على الكيان الصهيوني كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
واضاف: ان الكيان الصهيوني إذا سيطر على مكان، فلن يتراجع ولن يقبل بوقف إطلاق النار؛ إلا عندما يُجبر على ذلك، وبالطبع، تسببت القدرات العسكرية والدفاعية والعلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في حرب الـ 12 يومًا الى الحاق أضرار جسيمة للكيان الصهيوني، لدرجة أنه اضطر لطلب وقف إطلاق النار؛ وهذا يدل على قوة واقتدار الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وفي إشارة إلى الحضارة الإيرانية العريقة التي لم ترضخ يوما للهيمنة، قال العميد نصير زاده: "أميركا متعجرفة بطبيعتها، والجمهورية الإسلامية الإيرانية مستقلة بطبيعتها. هاتان الطبيعتان في صراع متأصل. لم يكن الاستسلام يومًا متوافقًا مع هوية الجمهورية الإسلامية، وتاريخ إيران، والشعب الإيراني".
ولفت وزير الدفاع إلى المكانة والدور المؤثر للمجتمع الطلابي في التطورات العلمية والفكرية للمجتمع، مشيرا الى التوقعات المطلوبة من الطلاب الجامعيين في ظل الظروف الراهنة للبلاد، قائلاً: "التوقع الرئيسي من الطالب الجامعي هو الحفاظ على هويته الطلابية. هوية الطالب الجامعي تعني طلب المعرفة، واكتشاف نوافذ علمية جديدة، والتحرك نحو كشف أسرار الكون المجهولة؛ هذا هو الجوهر الأصيل للطالب".
وأكد على أن شكل الفصول الدراسية وطرق التدريس والموضوعات التعليمية يجب أن توجه نحو خلق فهم جديد وتوسيع حدود المعرفة، وأضاف: "لكن هذا ليس كافيًا؛ فهناك توقع آخر أيضًا. تسود اليوم فكرتان رئيسيتان في مجتمعنا؛ خاصة مع تطور التقنيات الجديدة والإنترنت والفضاء الإلكتروني. الفكرة الأولى هي أنها ترى الغرب متقدمًا ومثاليًا تمامًا؛ وهذا غزو معرفي وعقلي ويجب على الطالب أن يكون يقظًا ضده".
وتابع وزير الدفاع: الفكرة الثانية، وهي عكس هذه الرؤية، هي فكرة الاستقلال والاعتماد على القوة المحلية. إن مسؤولية الجامعة والطالب الجامعي ازاء هذين الاتجاهين مهمة للغاية، لأنه لا ينبغي للطالب أن يتصرف عاطفيًا أو يتأثر بالاتجاهات المشوهة. ويقع على عاتق الجامعة والمجتمع العلمي واجب لعب دور في الإقناع والتنوير.
في جانب آخر من كلمته، أشار وزير الدفاع إلى ضرورة مواجهة الطلاب علميًا ومنطقيًا للشكوك، قائلاً: "نحن اليوم في بيئة تتطلب دراسة كل قضية والتأكد من صحتها. يجب على الطلاب أن يتأكدوا من أن الصورة المطلقة التي يرسمها البعض مطابقة للواقع أم لا".
وأكد على أهمية دور الطلاب في هذه الظروف، وقال أنه: "ينبغي على الطلاب ألا يتحدثوا بانفعال. عليهم أن يدرسوا، وأن ينظروا إلى جوانب مختلفة من القضايا، ثم يحكموا. هذا جزء من هوية الطالب؛ يجب أن يكون الطلاب قادرين على تنوير المجتمع كمبلّغ علمي، وإطلاع الآخرين على الحقائق".
وحذر من مساعي العدو لـ"طمس هوية الجامعات"، قائلاً: "يسعى العدو إلى تشويه الهوية العلمية للطلاب الجامعيين، وإلى إحداث تغيير تحول فكري يمنعهم من اتخاذ القرار الصحيح. نتوقع في يوم الطالب الجامعي أن يتم الحفاظ على هوية الطلاب الجامعيين وتعزيزها، وأن يشاركوا بفعالية في ترسيخ الخطاب الرئيسي للبلاد، وأن يلمسوا التقدم، ويدركوا النجاحات، ويفهموا الموقع الجغرافي للبلاد وإمكاناتها الحقيقية".