هذه الانتفاضة شكلت اللبنة الأولى في اعتراف العالم بالشعب الفلسطيني وبحقه في تقرير مصيره. ورغم محاولات الاحتلال قمع هذه الهبة الجماهيرية، الا ان هذا الاحتلال اضطر، بفضل هذه الانتفاضة، إلى الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً للفلسطينيين، والتفاوض معها والتوقيع على اتفاق مع رئيسها في ذلك الوقت، ياسر عرفات.
وقال الکاتب والمحلل السياسي خليل شاهين:"الانتفاضة الأولى كانت تعبيراً جماعياً عن إصرار الفلسطينيين على مواصلة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. والملفت للنظر أن هذه الانتفاضة جاءت في وقت لم تكن فيه ضائقة اقتصادية كما هو الحال اليوم بالنسبة للفلسطينيين، مما يعني أن القضية الأساسية هي القضية الوطنية. لذلك، أعتقد أن إعادة الاعتبار لدور الجماهير في النضال ضد الاحتلال وبشكل جماعي هي الدرس الأهم الذي يجب على الفلسطينيين أن يستلهموه من الانتفاضة الأولى".
اليوم، وبعد 38 عاماً على انتفاضة الحجارة أو الانتفاضة الأولی، يروج البعض أن الضفة الغربية غير مهيأة لهبة جماهيرية جديدة تشبه انتفاضة العام 87، لكن الواقع على الأرض يبدو عكس ذلك. فممارسات الاحتلال الإسرائيلي، المتمثلة في العدوان والضغط، وممارسات المستوطنين المتمثلة في النهب والسلب والسرقة للأرض والمقدرات، كلها تجعل الهبة الجماهيرية أو الانتفاضة الشعبية أقرب من أي وقت مضى، وهذا ما تقوله أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رمزي رباح:"دولة الاحتلال الإسرائيلي تعتقد أنها بمزيد من القمع يمكن أن تحبط أي إمكانية لنهوض وطني وشعبي فلسطيني في إطار المواجهة مع الاحتلال في انتفاضة شاملة. لكن ما نشهده وما يجري العمل عليه، والعوامل التي تُعتمد كلها، تشير إلى أن الاستعداد النضالي عند شعبنا عالٍ لانتفاضة جديدة".
عملية القمع التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي هدفها ألا يحدث الانفجار، والواقع أن هذا القمع سيؤدي إلى الانفجار.
ثورة الشعوب لا تستند إلى ظروف ومحددات؛ ثورة الشعوب تأتي دوماً فجأة ومن تحت الرماد، ودائماً الهدوء يسبق العاصفة.