"بن غفير"..صعود الفاشية من جذور العصابات إلى وزارة الاحتلال

الخميس ١١ ديسمبر ٢٠٢٥
٠٤:٣٣ بتوقيت غرينتش
في مشهد يعكس التحوّل الأخطر داخل منظومة الحكم في كيان الإحتلال، ظهر إيتمار بن غفير – ابن العصابات ووريث الكهانية – ليجسّد بصوته المتطرف وإرثه العنيف صعود مرحلة جديدة من الفاشية الرسمية التي تتغذّى على التحريض والقتل، وتمتد من سجونه إلى شوارعه، ومن تاريخه المظلم إلى مؤسسات الحكومة.

وسط الضجيج الذي عم أرجاء شوارع الاحتلال، ظهر رجل أغبر، يصرخ بألفاظ بذيئة ويحمل شارة سيارة الكاديلاك الخاصة برئيس الوزراء "إسحاق رابين"، ملوحا بها في رسالة تهديد، قائلا "كما وصلنا إلى هذا الشعار، يمكن أن نصل إلى رابين"، ليعلن الإرهابي المسمى "إيتمار بن غفير" خطواته الإجرامية الأولى التي سيسير عليها وصولًا إلى قعر حكومة الاحتلال.

من هو الإرهابي "بن غفير"؟

و أعلنت وكالة "شهاب" الفلسطينية عن الإرهابي "ايتمار بن غفير" بأنه وُلد عام 1976 لعائلة من أصول يهودية شرقية، إذ ينحدر والده من أصول عراقية، بينما تمتلك والدته أصولا كردية من كردستان العراق.

عمل والده في شركة للمحروقات واشتغل في الكتابة، أما والدته فقد كانت ناشطة في عصابة "الإيتسل" (المعروفة باسم الإرغون)، وهي ذات العصابة التي نفذت مذبحة دير ياسين عام 1948 بمشاركة عصابات صهيونية أخرى.

علّق بن غفير على أحد الجدران صورة القاتل "باروخ غولدشتاين"، منفذ مجزرة المسجد الإبراهيمي التي استشهد فيها 29 فلسطينيا أثناء أدائهم صلاة الفجر عام 1994، وكان يردد: "طوبى للرجل الذي يطلق النار.. بطلي الدكتور غولدشتاين".

درس "القانون" لكنه لم يحصل على العضوية في نقابة المحامين بسبب سجله الجنائي، واعتقلته الشرطة الإسرائيلية عدة مرات. استسقى بن غفير أفكاره الإجرامية من مدرسة الحاخام مائير كاهانا، مؤسس حركة "كاخ" الذي فاز بمقعد في الكنيست عام 1984 قبل أن تصنف حركته "إرهابية وفاشية".

وعرفت مدرسة كاهانا باسم "الكهانية"، ومنهجها الجمع بين المغالاة القومية والتدين السياسي والممارسات العنيفة.

و في عام 2004، عاد أتباع كاهانا للعمل السياسي تحت مسمى حزب "الجبهة اليهودية القومية" الذي أسسه باروخ مارزيل وبن غفير وآخرون من أتباع كاهانا، وظل يحمل هذا الاسم إلى أن جرى تغييره عام 2015 إلى حزب "العظمة اليهودية".

ومنذ عام 2019، يقبع بن غفير على رأس قائمة حزب المسمى بــ "العظمة اليهودية" الانتخابية، الذي فشل عدة مرات في اجتياز نسبة الحسم اللازمة لدخول الكنيست، إلى أن تحالف مع حزب "الصهيونية الدينية" بقيادة بتسلئيل سموتريتش، حيث حصل تحالفهما على 14 مقعدًا في انتخابات الكنيست عام 2022.

ومن هناك بدأ صعود إيتمار بن غفير السياسي، طامحًا إلى إحداث تغيير جذري في "إسرائيل" نحو حكومة يهودية متطرفة بالكامل.

قالت صحيفة هآرتس في أبريل الماضي إن بن غفير أصدر ما يزيد عن 172 ألف أمر ترخيص للسلاح منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ولم يترك بن غفير أي قرار سادي يضيّق على الأسرى، أو أي أسلوب من أساليب التعذيب، إلا وقد ارتكبه بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

نِشان الجُناة على صدورهم داخل الكنيست

وقبل يومين، ظهر الوزير الإرهابي "بن غفير" وعدد من نواب حزبه اليميني المتطرف وهم يرتدون "دبوسًا" على شكل "مشنقة" خلال مشاركتهم في مناقشات لجنة "الأمن" في الكنيست.

وجاءت هذه الخطوة لإظهار دعمهم مشروع قانون يطالب بفرض حكم الإعدام على الأسرى الفلسطينيين.

وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أقرّت الهيئة العامة للكنيست مشروع القانون بالقراءة الأولى، على أن يتم التصويت على القراءتين الثانية والثالثة لاحقًا بعد موافقة لجنة "الأمن".

ومرارًا دعا "بن غفير" إلى إقرار مشروع قانون يسمح بإعدام الأسرى الفلسطينيين، وشدد بشكل كبير على ظروف الأسرى، ضمن تزايد الجرائم ضدهم وحرمانهم من حقوقهم.

ومن بين الإجراءات المشددة التي فرضها، منع الزيارات وتقليل الغذاء وفرص الاستحمام في السجن، بحسب مؤسسات حقوقية فلسطينية.

وفي وقت سابق، أفادت معطيات إسرائيلية باستشهاد 110 أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال منذ أن تولى بن غفير مهامه وزيرا للأمن أواخر عام 2022، وذلك بحسب موقع "واللا" الإخباري.

ويُظهر مسار "بن غفير" السياسي أن تزاوج التطرف الديني والسياسي داخل حكومة الاحتلال قد أصبح سمة رئيسية، ما يثير القلق من تصعيد الانتهاكات بحق الفلسطينيين، وتعزيز سياسات القمع داخل السجون وخارجها، مع استمرار دعم مشاريع القوانين التي تقوض حقوق الأسرى الفلسطينيين.

0% ...

آخرالاخبار

الثوب الفلسطيني.. رمز نضال وقصة وطن


عراقجي: نرحب بفتح فصل جديد في العلاقات الإيرانية–اللبنانية


الإحتلال تمنع طفلا غزياً من تلقي علاج عاجل بسبب عنوانه


الإدارة الأميركية تلوّح بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على بغداد! 


هذا أحدث تصريح لبوتين حول موقف روسيا من حكومة مادورو


نواب وصحفيون أميركيون: واشنطن تتغاضى عن قتل ’إسرائيل’ للصحفيين


أطفال غزة بين جحيم الجوع والبرد القارس! + فيديو


طهران: منع واشنطن 3 دبلوماسيين إيرانيين خرق فاضح لحقوقنا السيادية


الرئيس الإيراني يصل إلى تركمانستان بعد زيارة رسمية لكازاخستان


هل تتحول تايوان إلى نقطة الانكسار الاستراتيجي لأمريكا أمام الصين؟