على وقع مفاوضات متسارعة وضغوط دولية متزايدة، تتجه الأنظار إلى مستقبل الحرب في أوكرانيا، في وقت بات فيه من شبه المؤكد أن روسيا لن تتخلى عن سيطرتها على منطقة دونباس شرقي البلاد حتى في حال التوصل إلى اتفاق سلام.
وفي هذا المشهد المعقد، يجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه في سباق مع الزمن، وتحت ضغط أميركي متزايد لإنهاء نزاع مستمر منذ نحو أربع سنوات وفق خطة واشنطن المعدلة.
زيلينسكي أعلن أن برلين ستستضيف خلال الأيام المقبلة سلسلة لقاءات حاسمة، سيجتمع خلالها مع ممثلي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وشركاء أوروبيين، وعدد من القادة الدوليين.
وقال زيلينسكي: "اللحظة الحالية توفر فرصة كبيرة، سنعمل بنشاط وبشكل بناء قدر استطاعتنا في برلين هذه الأيام مع كل من يستطيع إنجاح الاتفاق. وفدنا سيعمل على تفاصيل الضمانات الأمنية لأوكرانيا، وسيواصل مناقشاته مع الولايات المتحدة وأوروبا".
لكن حظوظ نجاح اجتماع برلين منخفضة كون ان الخطة الاميركية تتضمن تنازلات إقليمية أوكرانية في الشرق، وتجميد طموح الانضمام إلى حلف الناتو، مقابل ترتيبات أمنية غير واضحة، وانسحابات روسية محدودة، مع وعود بانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي في مرحلة لاحقة مقابل اصرار موسكو على الاحتفاظ بدونباس، إذ أكد الكرملين أن الشرطة الروسية والحرس الوطني سيبقيان في المنطقة حتى بعد أي اتفاق سلام.
بالتوازي، يحاول أردوغان فتح مسار تكميلي، مؤكداً بعد لقائه بوتين أن السلام ليس بعيداً، في حين يحذّر المستشار الألماني فريدريش ميرتس من انتهاء زمن السلام الأمريكي ويدعو الأوروبيين إلى سياسة أكثر استقلالاً في مواجهة روسيا.
ميدانياً، تتواصل حرب الاستنزاف، مع ضربات روسية مكثفة استهدفت البنية التحتية للطاقة الأوكرانية بصواريخ فرط صوتية ومسيّرات، ما تسبب بانقطاعات واسعة للكهرباء وتهديد متجدد لمحطة زابوريجيا النووية. وفي المقابل، تواصل كييف استهداف منشآت داخل العمق الروسي.
أما في البحر الأسود، فتتصاعد المخاطر بعد استهداف سفن تركية مدنية، ما يهدد الأمن الغذائي العالمي، وسط تحذيرات تركية وأوروبية من تحويل المنطقة إلى ساحة مواجهة مفتوحة.