منذ ذلك التاريخ، ولبنان يدخل حرب الإسناد، وكانت كفركلا الحدودية في الواجهة. سنتان من التهجير؛ خرج الأهالي في الثامن من أكتوبر على دفعات من كفركلا الحدودية، وتحديداً من خلف مستعمرة المطلة. خرج الأهالي ولم يعودوا حتى هذه اللحظة.
حاول الاحتلال الإسرائيلي تغيير معالم البلدة، فدمّر 90% من كفركلا. استُشهِد العشرات في البلدة، ولا يزال أهلها خارجها، لكنهم صمدوا وسط المجازر الإسرائيلية التي تُرتكب يومياً بحقهم أينما كانوا في التهجير.
باتت هذه القرية غير صالحة للسكن، فارغة، تنادي أهلها للعودة، فيما يحتل كيان الاحتلال الإسرائيلي جزءاً من طرقاتها. هُدِم 90% من بيوتها، فُجِّرت وجُرِفت، ولم تعد أي معالم في البلدة كما كانت.
حسب معجم أسماء القرى اللبنانية، فإن إسم " كفركلا" مشتق من كلمة سريانية، تنقسم إلى كلمتين" كفر" وتعني القرية و"كلا" تعني العروس. ورغم عمرها القديم الذي مر بأفراح وأتراح، بقيت كفركلا أحد معابر الجنوب إلى سهول فلسطين. عروس يتنفس من حدودها الحل والربط، بينما هي غارقة اليوم تحت وابل غارات وقصف العدو الإسرائيلي المستمرين، محولين مئات من بيوتها إلى ركام وأطلال.
الجنوب اللبناني... أرض الكرامة التي قاومت الاحتلال بصبر وثبات، وجاهدت من أجل حريتها بالصبر والثبات، حرصًا على التمسك بالحق والأرض والجذور.
كل شيء في بلدة كفركلا يشير إلى آثار الاحتلال وثقافته التدميرية. تترامى البيوت المهدّمة على أطراف كفركلا، لكن الحياة لا تزال تنبض في كل زاوية منها، حياةٌ تمسّك بها أهل هذه الأرض، رغم كل الألم.
المزيد من التفاصيل في سياق الفيديو المرفق..