وأشار الحزب إلى أن الثقافة العنصرية وخطابات الكراهية التي غذّتها تيارات سياسية وإعلامية في الغرب، وبتحريض من الإدارات الأميركية المتعاقبة واللوبيات الصهيونية، أسهمت على مدى عقود في تشويه صورة الإسلام، ما شجّع المتطرفين على ارتكاب مثل هذه الأفعال الدنيئة.
واشنطن توفّر الغطاء تحت ذريعة حرية التعبير
وأكد حزب الله أن امتناع الإدارة الأميركية عن محاسبة مرتكبي هذه الإساءات، بذريعة ما يُسمّى بحرية الرأي والتعبير، يشكّل غطاءً رسميًا للممارسات التحريضية الخطيرة، ويعكس نزعة متأصلة لتأجيج الكراهية الدينية وإشعال الصراعات بين الشعوب.
جريمة منظمة لا فعلًا فرديًا
وشدّد البيان على أن تدنيس المصحف الشريف ليس تصرفًا فرديًا معزولًا، بل يأتي ضمن سياق أوسع تقوده قوى الاستكبار العالمي، في محاولة لإضعاف الدين الإسلامي لما يمثّله من منظومة قيمية وأخلاقية تقف سدًا منيعًا في وجه الانفلات الأخلاقي والعدواني.
دعوة إلى موقف عالمي حازم
ودعا حزب الله الأمة العربية والإسلامية، شعوبًا وقيادات ومرجعيات دينية وثقافية، إضافة إلى أتباع جميع الرسالات السماوية، إلى أوسع حملة إدانة، واتخاذ موقف واضح وحازم يرفض أي إساءة للمقدسات الدينية، محذرًا من أن مثل هذه الأفعال تغذّي الكراهية وتقوّض جهود التفاهم والسلام بين الشعوب.
حوادث التدنيس الأخيرة في الولايات المتحدة
وشهدت الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية حوادث متكررة لتدنيس المصحف الشريف ضمن تحركات مناهضة للإسلام. ففي نوفمبر الماضي، حاول جاك لانغ، المرشح الجمهوري لمجلس الشيوخ الأميركي، حرق نسخة من القرآن الكريم خلال مسيرة معادية للإسلام في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، ذات الغالبية من الأميركيين المسلمين.
وفي حادثة لاحقة، أقدم لانغ في الثالث عشر من ديسمبر الجاري على وضع نسخة من القرآن الكريم في فم خنزير، خلال احتجاج مناهض للإسلام في مدينة بلانو بمقاطعة كولين في ولاية تكساس، في خطوة أثارت موجة استنكار واسعة.
يُذكر أن لانغ يترشح لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا، بعد حصوله على عفو من الرئيس الأميركي دونالد ترامب على خلفية مشاركته في أحداث اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير عام 2021.