لا يتجه الفلسطيني "علي الكيلاني" نحو منزل في مستوطنة للاحتلال أو إلى منطقة عسكرية؛ هذا منزله في بلدته يعبد غرب جنين. حوله الاحتلال إلى ثكنة عسكرية منذ 47 يوماً بعد طرده مع عائلته، بالإضافة إلى عشرات المنازل الأخرى في المنطقة المحاذية لمستوطنة "مافي توتان" الجاثمة على أراضي البلدة.
لم يقتصر الأمر على هذا المنزل؛ فقد صادرت قوات الاحتلال 50 دونماً من أرضه، من بين أكثر من 20,000 دونم من أراضي البلدة التي يُمنع أهلها من الوصول إليها، في حين يزرعها المستوطنون.
وفي بلدة سيلة الحارثية غرباً، تبكي الأسيرة المحررة عطاف جرادات أرضها التي تمتد على مساحة 100 دونم. وبينما تتهاوى الأرض تحت وطأة الجرافات تُقتلع مئات أشجار الزيتون، لكنها لا تُقتلع من ذاكرتها.
يأتي ذلك في ظل شرعنة مستوطنات جديدة، وإعادة الاستيطان في مستوطنات مخلاه، وضخ مبالغ طائلة لتعزيز الاستيطان في شمال الضفة الغربية، وتطويق مدينة جنين بالمستوطنات، وإعادة القواعد العسكرية إليها، ومصادرة الأراضي والمنازل وهدمها. هذه السياسات ليست جديدة في الضفة الغربية، لكنها تتنامى يوماً بعد يوم.
واقع أمني وعسكري وسياسي جديد يفرضه الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين برئاسة اليمين المتطرف، يسعى الاحتلال من خلاله إلى السيطرة على الأراضي الفلسطينية عبر التوغل الاستيطاني.