وأوضح صالح في حديثه أن المثل هو خلاصة تجارب الشعوب، ولا يصدر عن فكرةٍ مجردة أو ثقافة عابرة، ولا هو مجرد أسلوب لغوي أو عبارة تخطر على بالنا فنستخدمها. فالمثل يعتمد أساسًا على ثقافة الشعوب وتاريخها وتجاربها المتراكمة.
على سبيل المثال، باللهجة الشامية نقول:
«هذا دخان وعمامة، وأكلة ما إجانا»،
للدلالة على الوعود التي لا تُنفَّذ. وفي إيران نجد مثلًا يحمل المعنى نفسه، إذ يقولون: "بوی کباب میاد ولی چیزی نخوردیم". ما معناه: «وعدونا بالكباب، لكن لم نأكل ولم نتذوّق شيئًا».
هذا التشابه يؤكد أن الثقافة الشعبية، سواء أكانت عامية أم فصيحة، تتقاطع في كثير من الجوانب بين الثقافتين العربية والإيرانية، ولا سيما الشامية والفارسية.
ونلاحظ أوجه الشبه هذه في عدة نقاط، منها:
البنية اللغوية: إذ يوجد تقارب في الصياغة والتعبير.
المضمون: أي ما الذي يريد الشعبان قوله عند تناول قضية معينة من خلال المثل.
المنشأ: هل نشأت هذه الأمثال من التجربة الحياتية فقط، أم من الحكمة، أم من تأثيرات دينية أو أسطورية أو ثقافات جانبية أسهمت في نضج هذا النوع من التعبير.
فمن الناحية اللغوية، نجد مثلًا في العربية قولنا:
«بلاء الإنسان من اللسان»، وفي الفارسية: "همه مشکلات از زبان است".
في إشارة إلى أن اللسان هو أصل كثير من مشكلات الإنسان، كما قيل أيضًا:
«لسانك حصانك إن صنته صانك».
للمزيد إليكم الفيديو المرفق ...