على امتداد الجغرافيا في الضفة الغربية، تتصاعد وتيرة الميدان تحت ضغط الاقتحامات العسكرية الإسرائيلية، وسط تصعيد أمني متزامن مع خطوات استيطانية جديدة، تعيد ملف الضفة إلى واجهة الأحداث.
ميدانياً، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة اقتحامات واسعة طالت مدناً وبلدات ومخيمات في الضفة الغربية، تركزت شمالها وجنوبها، ونفذت خلالها عمليات دهم واعتقال، رافقتها مواجهات مع شبان فلسطينيين.
ففي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة وعدداً من بلداتها، بينها مخيما عسكر القديم والجديد شرق المدينة، وعدة قرى، مدعومة بجرافات عسكرية، واعتقلت عدة شبان، وسط اندلاع مواجهات أطلقت خلالها قنابل صوتية، فيما أفاد الهلال الأحمر باحتجاز طواقم إسعاف ومنعها من الوصول إلى مصابين داخل المخيم.
وامتدت الاقتحامات إلى جنين، حيث داهمت قوات الاحتلال منازل في بلدتي فقوعة وجلبون شرق المدينة، واعتقلت خمسة شبان خلال اقتحام السيلة الحارثية غربها. كما اقتحمت بلدات في طولكرم، بينها كفر اللبد، حيث اندلعت مواجهات أُطلقت خلالها الأعيرة النارية وقنابل الصوت.
وفي وسط الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة ترمسعيا شمال رام الله، وأطلقت قنابل الغاز والصوت، كما داهمت بلدات بيرزيت وأودلا. وجنوبا، اقتحمت مدينة بيت لحم وبلدات تقوع وبيت أمر، حيث اعتقل شاب عقب مداهمة منزله، فيما أغلقت جرافات الاحتلال طرقاً فرعية في محيط بلدة يطا جنوب الخليل، بالتوازي مع اعتداءات نفذها مستوطنون في مسافر يطا، أسفرت عن اعتقال أحد المواطنين.
وفي سياق متصل، هدمت جرافات الاحتلال منزل عائلة الشهيد مالك سالم في قرية بزاريا شمال غرب نابلس، وحولته إلى ركام، في إطار سياسة هدم المنازل.
وبالتوازي مع التصعيد الميداني، يدفع وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش نحو المصادقة على إقامة مئة وست وعشرين وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "سانور" شمال الضفة الغربية، ضمن مخطط يشمل بنى تحتية ومرافق عامة، في خطوة تأتي استكمالا لتوسيع قانون إلغاء فك الارتباط شمالي الضفة، الذي شمل مستوطنات أخليت عام ألفين وخمسة.
وهكذا، تتقاطع الاقتحامات والهدم مع تسارع الاستيطان، في مشهد يؤكد أن الضفة الغربية ما زالت ساحة مفتوحة للتصعيد، وسط واقع ميداني يزداد تعقيداً يوما بعد آخر.