وأوضح إسحق بريك في مقال نشرته الصحیفة أن "إسرائيل" غامرت بمجازفة كبيرة عندما شنت هجوماً مباشراً داخل الأراضي الإيرانية، ورغم ما حققته هذه الخطوة، فإن الرد الإيراني خلال المواجهة التي استمرت 12 يوماً كشف عن مخاطر استراتيجية عالية.
وأشار إلى أن إيران أطلقت مئات الصواريخ البالستية باتجاه "إسرائيل"، مستهدفة بالدرجة الأولى قواعد عسكرية وأهدافاً استراتيجية.
وأضاف الكاتب أن منظومات الاعتراض الإسرائيلية، بما فيها منظومة “حيتس”، وبدعم مباشر من الولايات المتحدة، نجحت في اعتراض عدد كبير من الصواريخ، إلا أن عشرات الصواريخ أصابت أهدافاً استراتيجية وأحياء سكنية وألحقت أضراراً كبيرة، لافتا إلى أن توجيه هذه الصواريخ نحو منطقة تل أبيب الكبرى كان كفيلاً بإحداث كارثة وطنية واسعة النطاق.
وأشار بريك إلى أن مخزون صواريخ الاعتراض لدى "إسرائيل" والولايات المتحدة تراجع بشكل ملحوظ، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية أبلغت تل أبيب بعدم قدرتها على توفير الكميات نفسها من الصواريخ في أي مواجهة مقبلة، ما يزيد من هشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
وحذر الكاتب من أن إيران، قادرة على التعافي بسرعة، حيث قد تصل طاقتها الإنتاجية إلى نحو ثلاثة آلاف صاروخ بالستي شهرياً. وأكد أن أي هجوم إسرائيلي جديد، قد يقترحه نتنياهو على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيقابل على الأرجح برد إيراني يستهدف هذه المرة المراكز السكانية، خصوصاً منطقة “غوش دان” التي تضم نحو 70 في المئة من سكان "إسرائيل" و80 في المئة من مراكزها الاقتصادية. كما شدد على أن الفارق الجغرافي الكبير بين إيران و"إسرائيل" يجعل الأخيرة أقل قدرة على التعافي من ضربة قاسية مقارنة بطهران.
وحذر من أن "إسرائيل"، حتى في حال خروجها منتصرة من أي مواجهة مقبلة، لن تستطيع تحمل جولات قتال متكررة كل بضعة أشهر، داعياً إلى تعزيز التحالفات الدفاعية مع الولايات المتحدة وحلف الناتو، والسعي إلى توسيع اتفاقيات التطبيع باعتبارها الخيار الوحيد لتجنب كارثة استراتيجية.