وفي كلمة له اليوم الجمعة، بمناسبة عيد جمعة رجب 1447هـ، أشار السيد الحوثي إلى أن العدو الإسرائيلي يعلن صراحة أنه يتحرك ضمن عنوان ما يسمّى "تغيير الشرق الأوسط"، معتبراً أن هذا العنوان يشكّل غطاءً لمشاريع الهيمنة والإخضاع، ويمثل خطراً استراتيجياً على شعوب المنطقة.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل، بدعم أميركي مباشر، عدوانه وإجرامه في فلسطين ولبنان، والاستباحة المستمرة لسوريا، محذراً من أن الحديث عن "إسرائيل الكبرى" يهدف إلى إخضاع شعوب المنطقة لأجرم وأسوأ عدو، معتبرا القبول بذلك "كارثة كبرى على الأمة".
وشدد السيد الحوثي على أن العدو الإسرائيلي لا يلتزم بأي من تعهداته، بما فيها اتفاقات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حتى في الجانب الإنساني المتعلق بإدخال الغذاء والدواء، لافتاً إلى أن القتل والاختطاف وانتهاك حرمة المسجد الأقصى باتت سياسة يومية ينتهجها الاحتلال.
وفي ما يتعلق بسلاح المقاومة، أكد أن الدعوات إلى نزع السلاح تستهدف تجريد شعوب الأمة من القدرة على مواجهة العدوان الإسرائيلي والأميركي، موضحاً أن من يخضع للولايات المتحدة و”إسرائيل” يُسمح له بامتلاك السلاح فقط حين يكون موجهاً لخدمة مشاريع الهيمنة وتفكيك المجتمعات من الداخل.
وأشار إلى استمرار الجسر الجوي العسكري بين الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي لتعبئة مخازن السلاح في فلسطين المحتلة والمنطقة، في مقابل عجز الأميركي، رغم كل إمكاناته العسكرية، عن إيقاف العمليات العسكرية الداعمة للشعب الفلسطيني، مؤكداً أن هذا العجز سيستمر في المراحل المقبلة.
وفي الشأن الإقليمي، انتقد السيد الحوثي الواقع القائم في سوريا، معتبراً أن الجماعات المسيطرة لا تعادي الاحتلال الإسرائيلي وتسعى إلى التطبيع معه، كما تطرق إلى السياسات الأميركية في فنزويلا، متهماً واشنطن باستخدام شعار “مكافحة المخدرات” كذريعة لنهب النفط والسيطرة على أكبر احتياطي نفطي في العالم.
ولفت السيد الحوثي أن استهداف القرآن الكريم من قبل الصهيونية العالمية يأتي لكونه الملاذ الذي يحمي المجتمعات البشرية ويصل الناس بربهم، مشدداً على أن الأمة لا تزال تمتلك عناصر قوة تقلق أعداءها، ولا سيما مع تنامي التوجهات الإيمانية والوعي الشعبي الداعم للقضية الفلسطينية.
كما أكد على استمرار الاستعداد للجولة المقبلة، والعمل المتواصل ليل نهار في إطار نصرة الشعب الفلسطيني، في ظل ما يحضّره الأعداء من مخططات للمنطقة، داعياً الأمة إلى البقاء في حالة استعداد ويقظة شاملة.