وقالت الحكومة الصومالية، في بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء "حمزة عبدي بري"، إن جمهورية الصومال الاتحادية تجدد التزامها المطلق بسيادتها ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها، معتبرة أن الخطوة الإسرائيلية تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وشدد البيان على أن إقليم "أرض الصومال" جزء لا يتجزأ من أراضي الدولة الصومالية، وأن قضايا الوحدة والنظام الدستوري شأن داخلي يقرره الشعب الصومالي حصريا عبر الوسائل القانونية والدستورية والسلمية، محذرا من أن مثل هذه الإجراءات تقوض الاستقرار الإقليمي وتفاقم التوترات في القرن الإفريقي والبحر الأحمر وخليج عدن.
وأكدت الحكومة الصومالية عزمها اتخاذ جميع التدابير الدبلوماسية والسياسية والقانونية اللازمة للدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها المعترف بها دوليا، داعية المواطنين إلى التكاتف الوطني، كما دعت المجتمع الدولي إلى احترام مبادئ عدم التدخل والسلامة الإقليمية والعمل بمسؤولية من أجل الأمن والاستقرار.
وفي السياق ذاته، جددت الصومال موقفها الداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق تقرير المصير، ورفضها للاحتلال والتهجير القسري وتوسيع المستوطنات.
كماطالبت اليوم السبت، بعقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية احتجاجا على إعلان الكيان الصهيوني اعترافه بإقليم "صومالي لاند" كدولة مستقلة، معتبرة الخطوة "انتهاكا صارخا لسيادة الصومال ووحدة أراضيه".
وأكد السفير الصومالي لدى الجامعة العربية "علي عبدي أواري" أن أي اعتراف بالإقليم الانفصالي "باطل ولاغ"، مشددًا على التزام بلاده بالدفاع عن سيادتها.
مواقف عربية وإقليمية رافضة
وعلى الصعيد العربي والإقليمي، تلقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالات هاتفية من نظرائه في الصومال وتركيا وجيبوتي، أكدوا خلالها إدانتهم الكاملة لاعتراف كيان الإحتلال بإقليم"أرض الصومال"، وشددوا على دعمهم التام لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية.
وأفادت وزارة الخارجية المصرية بأن الوزراء أكدوا رفض أي إجراءات أحادية تمس السيادة الصومالية أو تقوض أسس الاستقرار، محذرين من أن الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يشكل سابقة خطيرة وتهديداً للسلم والأمن الدوليين، ويناقض المبادئ المستقرة للقانون الدولي.
هذا وأعلن الاتحاد الأفريقي، رفضه القاطع "لأي اعتراف بأرض الصومال"، وذلك عقب إعلان إسرائيل أنها تنظر إلى الإقليم الصومالي المنفصل باعتباره "دولة ذات سيادة".
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، في بيان، إن "الاتحاد يدعو إلى احترام الحدود الأفريقية"، محذرًا من أن "أي محاولة للمساس بوحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه تشكل سابقة خطيرة، قد تكون لها تداعيات بعيدة المدى على السلام والاستقرار في القارة الأفريقية".
بدوره أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات اعتراف إسرائيل بإقليم "أرض الصومال" كدولة مستقلة، مؤكدا رفضها الكامل لهذه الخطوة باعتبارها "انتهاكا صريحا لقواعد القانون الدولي، وتعديا سافرا على مبدأ وحدة الأراضي وسيادة الدول".
واعتبر أبو الغيط أن "هذه الخطوة، الصادرة عن قوة احتلال تتجاهل قرارات الشرعية الدولية، تمثل اعتداء على سيادة دولة عربية وأفريقية، وتهدف إلى تقويض استقرار المنطقة بالتعاون مع أطراف ثالثة، بعيدا عن الضوابط القانونية المنظمة للاعتراف بالدول".
وجاء الاعتراف الإسرائيلي بالتزامن مع توقيع إعلان متبادل بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته جدعون ساعر ورئيس الإقليم الانفصالي، ضمن "اتفاقيات إبراهيم".
الرئيس الأمريكي ترامب يتريث
في المقابل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه غير مستعد حاليا لمجاراة الخطوة الإسرائيلية بالاعتراف بـ"أرض الصومال"، مؤكداً أنه بحاجة إلى دراسة الموقف قبل اتخاذ أي قرار.
وقال ترامب، في تصريحات لصحيفة نيويورك بوست، إن أولوياته في محادثاته المرتقبة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ تتركز على الأوضاع في قطاع غزة، مضيفا بشأن الاعتراف بالإقليم الانفصالي: "فقط قول لا".
وأشار ترامب إلى أن أي مقترحات، بما في ذلك عرض الإقليم الانضمام إلى "اتفاقيات أبراهام" أو استضافة قاعدة بحرية أمريكية، لا تزال قيد الدراسة، في وقت أبدى فيه عدم اكتراث واضح بالخطوة الإسرائيلية.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد الرفض العربي والدولي لأي محاولات لفرض وقائع انفصالية جديدة، والتأكيد على أن احترام وحدة وسيادة الدول يمثل ركيزة أساسية لاستقرار النظام الدولي.