المسقطي: انتهاكات السلطة تستهدف الشباب البحريني

المسقطي: انتهاكات السلطة تستهدف الشباب البحريني
الأحد ٠٩ أكتوبر ٢٠١١ - ٠٩:١٨ بتوقيت غرينتش

بيروت (العالم) ‏09‏/10‏/2011 - قال رئيس جمعية شباب البحرين لحقوق الانسان أن انتهاكات السلطة تستهدف الشباب البحريني الذي يقود الثورة ويصنع استراتيجيتها.

وقال محمد المسقطي في مقابلة خاصة مع قناة العالم الإخبارية اليوم الأحد: منذ الثمانيات وفي التسعينات كان هناك انتهاك صارخ لحقوق الشباب في البحرين، ولكن في تلك الفترات كان التحرك منصبا على المثقفين السياسيين وزعماء المعارضة، واقتصر دور الشباب في المساهمة بالاحتجاجات فقط، لكن الوضع اختلف اليوم في البحرين وأصبح الشباب هم من يقودون هذه الاحتجاجات ويضعون الاستراتيجية.

وأضاف: بعد الاحتجاجات وبعدما بدأت السلامة الوطنية " قانون الطوارىء "كان معظم المتضررين من الشباب، فمنهم من فصلوا من الجامعات، ومنهم من فصلوا من كل الوظائف سواء على مستوى الوزارات أو الشركات، ورصدنا منذ 14 فبراير حوالى 32 انتهاكا وأن  هناك المزيد وكلها كانت بحق الشباب بحكم، موضحا أن السبب يعود لنقطتين أساسيتين: 

أولا: الدور البارز للشباب البحريني في تحريك الاحتجاجات من خلال ائتلاف 14 فبراير، والتحضير على شبكات التواصل الاجتماعي الذي لحقته الجمعيات السياسية فيما بعد.

وثانيا: اصرار الشباب على ممارسة حقوقهم في التجمعات والاحتجاجات رغم تراخي وتوقف عدد من الجمعيات السياسية خلال فترة السلامة الوطنية أو قانون الطوارئ.

وأوضح أن السلطة عرفت بأن الشباب هو من يدير اللعبة السياسية، وهو من يقود الشارع، ويستطيع أن يمارس الضغوط الداخلية والخارجية، وأن كل مايجري هو حركة احتجاجية مستقلة يديرها الشباب.

وتكلم الناشط الحقوقي عن أساليب التعذيب، التي تمارسها السلطات البحرينية والتي تم رصدها، من اعتداءات وتحرشات جنسية وسوء معاملة، واستخدام أساليب تتعلق بالاهانات الطائفية، وصولا الى تهديد المعتقلين بالاعتداء الجنسي على عائلاتهم، اضافة الى استدعاء كل من خرج من السجن، خلال الفترة الزمنية بعد السلامة الوطنية، للمحاكمة من جديد اما من قبل محكمة عسكرية أو مدنية.

وأوضح أن الغرض الاساسي من التعذيب لم يكن نزع الاعترافات، كما هو الامر في كل دول العالم، بل كان انتقاما لما حدث في دوار اللؤلؤة والاحتجاجات السابقة، مشيرا الى أن التعذيب شمل الصعق الكهربائي، وعزل الموقوف عن العالم الخارجي ومنعه من استخدام الهاتف والتواصل مع أهله أو محاميه.

وأشار الى الانتهاكات في سجن "أسري" ، والذي وصفه بسجن الرعب، حيث توفي هناك شخصان أو ثلاثة، اضافة الى سجن الحوض الجاف الذي استخدمت فيه أساليب التعذيب على الرغم من كونه سجنا مؤقتا للسجناء، بالاضافة الى اكتشاف سجون تحت الارض وسراديب يتم فيها التعذيب في وزارة الداخلية البحرينية، عدا التعذيب في المراكز الطبية مثل مستشفى السلمانية الطبي، ومستشفى العيادة التابعة لوزارة الداخلية، والمشفى العسكري.

وتحدث عن صعوبة عكس الوضع البحريني والانتهاكات للخارج ، بسبب منع السلطات العديد من الحقوقيين من مغادرة البحرين، الامر الذي منعهم من التواصل المباشر مع المنظمات الدولية، مشيرا الى أن جمعية حقوق الانسان قامت فيما بعد بزيارات للمنظمات الدولية لتعريفهم بما جرى في البحرين وسلموهم كل التقارير التي أعدوها عن الوضع هناك.

وقال: طالبنا المنظمات الدولية بتحركات عاجلة بما يتعلق بموضوع السجناء، وتحدثنا مع أطباء بلا حدود، والصليب الاحمر لكي يقوموا بزيارة البحرين ويطلعوا على الاوضاع.

وفي سؤال عن المحاكمات التي أجريت منذ مدة في البحرين قال المسقطي: المحاكمات لم تكن عادلة ولم تؤكد على حق السجين، والسلطات تسعى لوهم الناس والاعلام بأنها أجرت محاكمات للمتهمين لكن المحاكمات العادلة تحتاج لاجراءات عادلة، ومنذ الاعتقال حتى صدور الاحكام النهائية لم تكن هناك اجراءات عادلة، مضيفا: لانقبل بأن تقول أي جهة محلية أو دولية بأن المحاكمات كانت عادلة.

ونوه الى أن الاسبوعين الماضيين كانا من أسواء الايام على البحرين حيث صدرت أحكام تجاوزت الـ 10 سنوات وبعضها وصل للمؤبد والاعدام، كما أن عدد المحكوم عليهم تجاوز المئة شخص.

وأشار الناشط الحقوقي الى أنه لايعول على المجتمع الدولي بل يحمله المسؤولية، بحكم انه منذ ميثاق الامم المتحدة أعلن تبنيه لقضايا الشعوب وتعهد بأنه سيساهم في دعم حقوق الانسان لهذه الشعوب، والآن هو ليس متطوع بل مسؤول عن مايحصل في كل البلدان.

وأضاف: نحن نعول على الاحتجاجات السلمية ووسائل الاعلام في فضح الانتهاكات، وأنا أخشى من عدم قيام المجتمع الدولي بدوره في منع تنفيذ الاحكام الجائرة التي نتجت عن المحاكمات، لانه تخلى عن القضية البحرينية، ولكننا يجب أن نحرج ونفضح المجتمع الدولي أمام كل الشعوب وكذلك بعض الحكومات التي ادعت بالديمقراطية .

ونوه الى أن القضية البحرينية كالمنظار يكشف كل من قام بأدوار سيئة لدعم منتهكي حقوق الانسان، ووقفت في وجه حق الشعب في تقرير مصيره والديمقراطية والعدالة الاجتماعية أوعلى الاقل الاصلاحات السياسية.

وقال: لايوجد سلطة تستطيع أن تمنع سلطة، ولا تستطيع منظمة أن تمنع سلطة من الافعال القمعية، نحن نعتمد على الشعوب ونناشد كل شعوب العالم الى دعم الشعب البحريني ودعم قضيته والسلطات الآن ليست قادرة على منع الاحتجاجات، لأنه الحركات والاحتجاجات أصبحت في مقابل السلطة بنفس المستوى، وميزان القوى تغير، وعلى السلطات أن تقدم تنازلات.

وعن قتل المشيعيين ومهاجمتهم أثناء الجنازات قال المسقطي: ان السلطة تتخوف من مشاعر المشيعين التي قد تقود الى حركة احتجاجية ضخمة تؤدي الى تغيير جذري، لذلك تريد السلطة أن تقضي على المشاعر قبل أن تبدأ، وقصص الذين ضحوا من أجل البحرين وتعرضوا للقتل فيها الكثير من المشاعر التي تؤثر على المواطن البسيط في المجتمع البحريني.

وأضاف: نحن لانخشى شيئا لان لدينا ايمان بقضية البحرين، ولا نعتقد بأن السلطة سوف تتوقف عن مضايقة وملاحقة نشطاء حقوق الانسان ويبدو أن السلطة قد تتوجه الى مرحلة الاغتيالات ولدينا معلومات بان السلطة قد تقوم بحملات جديدة وضربة أمنية جديدة ضد نشطاء حقوق الانسان لان لهم دور أساسي في فضح الانتهاكات.

وتابع: كل مايمكننا أن نقوم به هو ارسال اشارات لمنظمات المجتمع الدولي نخبرهم فيها بأنهم هم من يتحملون مسؤولية دمنا، وهم من يتحملون كل مايجري لنشطاء حقوق الانسان، لانهم في كل خطاباتهم أكدوا أن حقوق الانسان حقوق عالمية غير مجزأة وتحميها الدول والامم المتحدة.

A.D /09

?