واستهل شرغاي مقالته بالقول: يبدو انه لم يكن هناك خيار. ومن المحتمل ايضاً أنه لم يكن بالإمكان فعلاً إعادة غلعاد إلى البيت بسبيلٍ آخر، لكن ردة فعل الشارع وأهازيج الفرح بالصفقة حدتها عالية وهي تعكس فقدان التوازن والتكافؤ.
هذا "الانتصار" مرير جداً. لقد أركعتنا حماس على ركابنا وأجبرتنا على دفع ثمنٍ باهظ ومتطرف مقابل شاليط. وهذا بالتأكيد ليس سبباً للاحتفال. مئات المخربين الثقال يُحررون، والناطقون باسم حماس يتحدثون من الآن عن عملية الخطف القادمة.
والسابقات المعروفة من صفقات سابقة واردة في صفحات كتاب أيام الإرهاب: 40% من بين عشرة آلاف فلسطيني قضوا فترة عقوبة على أعمالٍ عدائية أو إرهابية عادوا إلى دائرة الإرهاب، منهم كمنفّذ ومنهم كمخطط ومنهم كمساعد. ونتيجة ذلك قُتل مئات الإسرائيليين. بل حتى أن الخلايا الأخيرة التابعة لحماس التي كُشفت من قبل الشاباك في الضفة قبل عدة أشهر كانت تُشغّل من قبل مخربين مسجونين خلف القضبان.
من الصعب أن لا ننفعل مع عائلة شاليط، لكن في الأعماق الشعور هو أن هذه الصفقة تشبه قليلاً انتصارنا في حرب يوم الغفران حيث دفعنا ثمناً دموياً باهظاً. يبدو انه لم يكن هناك سبيل آخر لإمرار الصفقة لكن قد يكون الثمن باهظاً جداً.
إذن، اتركوا الفرحة لعائلة شاليط، حيث الصفقة بالتأكيد مفهومة ومناسبة. في المقابل، وعلى المستوى العام، ورغم أن غلعاد أصبح "جندينا جميعاً" إلا أن صفقة تحريره ليست سبباً للاحتفال. استقبلوا غلعاد بانفعال، لكن بتمالك للنفس وصمت.
إسرائيل اليوم – نداف شرغاي
17/10/2011