سيعود شاليط الثلاثاء الى منزله كما هو مرجو؛ لن يعود الى الدولة، سيعود الى تمثيلية تتحدث فيها العاطفة فقط الى الأبد. يجب ان نأمل ان يعود سليم النفس لكن من المؤكد انه لن يعود الى مجتمع صحيح بل الى مجتمع مختل نفسيا. بدأ هذا الاختلال النفسي الوطني حول مصيره منذ يوم أسره وهو الآن يبلغ ذروته. أعد الجيش الاسرائيلي من قبل عددا من البزات العسكرية كما أُبلغ، لحال اذا كان هذا الولد الوطني هزيلا جدا فالأساس أن يُعرض كما ينبغي في بزته العسكرية كما يستحق بطل حرب.
يكمل الكاتب، ستربّت اسرائيل مرة اخرى على كتفها بتضامن وأخوة مسؤولية مشتركة.
كتب عميد متقاعد في نهاية الاسبوع: هذا هو الفرق بالضبط بيننا وبينهم (ما هو الفرق بالضبط، ليس واضحا)؛ وأعلن جنرال في الاحتياط: لحماس قلب من حجر (وكأن من يتمسكون بعشرة آلاف أسير فلسطيني بعضهم سياسي وبعضهم بلا محاكمة وبعضهم لم يحظوا بزيارات عائلاتهم منذ سنين ـ هو ذو قلب من الذهب).
ويتساءل ليفي، من ذا لا يعارض الارهاب ومن ذا لم يكن يؤيد الافراج عن شاليط. لكن ذلك المجتمع صوت في الانتخابات مرة بعد اخرى لحكومات مركز ويمين من تلك التي تعد بأنّ شاليط لن يكون الأخير. وقد لف نفسه بأشرطة صفراء وأيد جميع الأعلام السوداء، ولم يقل أحد له ايضا بشجاعة وصدق: شاليط هو الثمن المحتوم لدولة تختار العيش على سيفها الى الأبد. ولم يسأل أحد ايضا: لماذا يجوز اجراء تفاوض مع حماس في مصير جندي واحد ولا يجوز فعل ذلك في مصير شعبين نازفين.
ويختم، بدل ذلك يلف المجتمع الاسرائيلي نفسه الآن برداء تزكية من مدائح الذات قائلا: كم نهتم بمصير جندي واحد، فماذا عن مصير جنود كثيرين وجيش كامل وشعب كامل؟.
جدعون ليفي
هآرتس
17/10/2011