الجندوبي: جاهزون للانتخابات في تونس

الجندوبي: جاهزون للانتخابات في تونس
الثلاثاء ١٨ أكتوبر ٢٠١١ - ٠٣:٣٤ بتوقيت غرينتش

اكد كمال الجندوبي رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، الثلاثاء، استكمال الاستعدادات لانتخابات المجلس التاسيسي التاريخية الاحد، معربا عن تفاؤله بنسبة مشاركة عالية في التصويت.

واوضح الجندوبي (59 عاما) الذي بدا عليه الارتياح اثناء مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية "نحن جاهزون. كل الوسائل المادية والبشرية جاهزة. وسنتسلم المدارس الابتدائية الجمعة عند الساعة 13,00 (12,00 ت غ) حيث ستقام مكاتب الاقتراع" لانتخاب المجلس التاسيسي الذي سيتالف من 217 عضوا تعود بانتخابهم الشرعية لمؤسسات الدولة وتتمثل مهمتهم الاساسية في وضع دستور جديد للبلاد.

وسيتم فتح مكاتب الاقتراع التي يفوق عددها سبعة آلاف موزعة على 27 دائرة انتخابية، امام الناخبين الاحد من الساعة 07,00 الى الساعة 19,00 (من 06,00 الى 18,00 ت غ)، فيما سيتولى الجيش وقوى الامن تامين مكاتب الاقتراع.

وقال الجندوبي ان نجاح الانتخابات في نظره يعني مشاركة 60 في المئة من الناخبين التونسيين الذين يفوق عددهم 7 ملايين ناخب.

واكد ان "نسبة مشاركة من 60 في المئة ستكون جيدة جدا لكني اعتقد ان النسبة ستكون اكثر من ذلك".

وتشكل نسبة المشاركة في التصويت احد التحديات في اول انتخابات حرة في مهد الربيع العربي بعد عقود من انتخابات كانت تنظمها وزارة الداخلية ومعروفة النتائج سلفا.

واضاف الجندوبي ان "ما يفرح هو ان اربعة ملايين تونسي تقدموا بشكل ارادي للتسجيل في اللوائح الانتخابية" مشيرا الى ان الذين لم يتسجلوا طوعا يمكنهم التصويت بمجرد تقديم بطاقة هويتهم الوطنية الى المكتب الموافق لعنوان اقامتهم.

من ناحية اخرى قال رئيس الهيئة ان الحملة الانتخابية التي تختتم الجمعة "لم تسجل حوادث عنف وهجمات بين القوائم. لقد جرت الحملة في هدوء يكاد يكون مبالغا فيه ولم ترتفع حرارتها الا في الايام الاخيرة".

ولدى سؤاله عن طموحاته السياسية مستقبلا او ان كان ينوي مثلا الترشح للرئاسة، قال "لا لا (..) طموحي الوحيد ان تعيش تونس الديموقراطية . لا يزال لدينا الكثير من المشاكل والديموقراطية تحل مشكلة الادارة الرشيدة وتبقى مشاكل البطالة والتنمية ولكن مع الديموقراطية يصبح بامكان الناس ان يتحاوروا وان يستعيدوا كرامتهم وفرحتهم بالحياة لانهم في بلد ديموقراطي".

واضاف "لدينا العديد من القضايا المطروحة مثل العمل والبطالة والتنمية كما ان تونس لا يمكن ان تعيش في عزلة عن محيطها القريب العربي والاوروبي وعليها ادارة علاقاتها مع شركائها. هناك ملفات كبيرة جدا تستدعي من التونسيين بذل الجهد لحلها والانتخابات والمسار الديموقراطي يسمحان بتامين اليات شرعية لمعالجة حقيقية لهذه القضايا غير الحلول الشكلية للنظام السابق".

وعن احتمال ان تؤدي الانتخابات الى مجلس تاسيسي مشتت وبالتالي ضعيف ما يعيد هيمنة السلطات التنفيذية، قال الجندوبي "يجب ان نبحث دائما عن التوازن (ثم انه) قبل المجلس التاسيسي هل كانت لدينا احزاب وتقاليد عمل سياسي ممأسسة. المجلس التاسيسي يعكس الفترة التاريخية التي تمر بها تونس ولا بد ان نتناقش ونتحاور لوضع دستور وبالتالي الضعف يتحول قوة".

واكد انه "مهما كانت طبيعة المجلس وكثرة القوى فيه فسيتم تشكيل حكومة انتقالية في اقرب الاجال. والعملية الانتقالية لوضع دستور ستنتهي سريعا في تصوري لاننا نريد جميعا ان (...) نعبر لمواجهة القضايا الحقيقية".

وتابع انه من حسن حظ تونس "ان لدينا دولة وادارة ونخبا وكفاءات. نظام المخلوع الديكتاتور (بن علي) كانت مهمته توظيف جزء من النخبة لمشروعه وتهميش البقية ما دفعهم لمغادرة البلاد، لدينا نخب يمكنها تحدي المستحيل".

واكد الجندوبي المدافع عن حقوق الانسان والذي كان دفع سنوات عديدة من عمره في المنفى في ظل عهد بن علي، انه يعيش "لحظات سعادة عميقة جدا في هذا البلد الصغير والعظيم الذي نحبه" مضيفا "ما اسعد ان نعيش في حرية" وذلك رغم ان عمل الهيئة باعضائها ال16 الذي بدأ في ايار/مايو وينتهي باعلان نتائج الانتخابات وتقديم تقريرها، لم يكن دائما سهلا.

وصمدت الهيئة الانتخابية المستقلة امام ضغوط السلطة التنفيذية وبعض الاحزاب الكبرى التي "كانت ترفض ارجاء (اكرر ارجاء) موعد الانتخابات" التي كانت مقررة في الاصل في 24 تموز/يوليو الماضي.

واوضح ان "اخطر ما يمكن ان يهدد اي انتخابات هو التشكيك والريبة. ولقد تمكنا من المحافظة على ثقة الناخبين".

واكد الجندوبي انه يؤيد تحويل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات "الى مؤسسة دائمة ودستورية، هذه ضمانة للشفافية بالنسبة للانتخابات وللتداول السياسي (...) يجب احداث ادارة انتخابية حقيقية".

وحول الدافع لقبوله رئاسة الهيئة قال الجندوبي "قبلت هذه المهمة لاني من طبيعة مناضلة واكثر ما جذبني هو العلاقة مع المواطن. لقد فكرت في الناخب والناخبة اللذين حرما لسنوات طويلة من حقهما في الاختيار الحر. فاندفعت وخصوصا انني من النوع المغامر".

وكان كمال الجندوبي الناشط الحقوقي الذي حرم لعشر سنوات من جواز سفره، عاد الى تونس يوم 17 كانون الثاني/يناير اي بعد ثلاثة ايام من الاطاحة ببن علي.