طهران تحذر واشنطن من أي خطوة معادية

الأحد ٢٣ أكتوبر ٢٠١١ - ٠٤:٠٣ بتوقيت غرينتش

حذر رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني الاحد، الولايات المتحدة بأنها ستدفع الثمن إذا ما أقدمت على اي خطوة معادية على خلفية سيناريو اغتيال السفير السعودي في واشنطن.

وقال لاريجاني في تصريح خاص لقناة العالم الإخبارية، إن سياسة العقوبات لن تنجح مع ايران، ورأى ان المزاعم الاميركية الاخيرة التي تدعي ضلوع ايران في التخطيط لمحاولة اغتيال السفير السعودي بواشنطن،? مرتبطة بالأحداث التي وقعت على مدى عام مضى ومنها الصحوة الإسلامية في المنطقة، حيث دعمت ايران ثورة الشعب المصري بينما دافعت اميركا عن الرئيس المخلوع حسني مبارك ولذا فإن واشنطن منزعجة من موقف ايران في هذه القضية.

وأضاف، كذلك اميركا مغتاضة من دعم ايران لشعوب تونس والبحرين واليمن، مشددا على أنه لا أحد يصدق بأن المجازر التي ترتكب حاليا في البحرين واليمن تتم بدون ضوء أخضر اميركي.

وأكد لاريجاني ان ايران لاتقدم أي دعم مادي لشعوب المنطقة الثائرة بل ان ايران تدافع عن الفكر الديمقراطي بالمنطقة.

ووصف أحداث المنطقة بأنها تطورات هامة ولايمكن السيطرة عليها بإخمادها في منطقة معينة، لأن هذه التطورات حقيقية وشعبية.

وعن الوضع في ليبيا، هنأ لاريجاني الشعب الليبي الذي أثبت شجاعته ونضجه في ظروف صعبة، واعرب عن اعتقاده بأن الثورة الليبية ثورة مقتدرة وان زمام الثورة بيد القوى الاسلامية بالرغم من محاولات الناتو وزيارات بعض قادة الدول الغربية لليبيا مؤخرا.

وحول مصير القذافي وافراد نظامه، أوضح لاريجاني ان القذافي وزبانيته ساروا على نهج صدام المقبور ولجأوا الى العنف ظنا منهم أنه ينجيهم محذرا باقي الانظمة التي تتبع هذا النهج من انه لن يؤدي إلا الى ترسيخ الثورة.

وفي الشأن البحريني أوضح لاريجاني، يمكن ان يكون بيننا وبين السعودية اختلاف في وجهات النظر في قضية البحرين ولكن هذا ليس مهما اطلاقا بل المهم هو ماذا يريد الشعب البحريني فهذا الشعب يقول انه يريد الديمقراطية لاغير ونريد ان يكون لكل مواطن صوت، واذا كان هناك من يقول  بأنه يجب ان يكون لكل خمسة شيعة صوت واحد ولكل سني واحد صوت واحد ينبغي التساؤل عن مصدر هذا المنطق فبالبحرين لكل 35 ألف شيعي صوت واحد ولكل 5 آلاف سني صوت واحد، فهل يمكننا الدفاع عن هكذا منطق؟

وأكد لاريجاني ان موقف ايران من البحرين ليس موقف شيعة وسنة لأن ايران دافعت وتدافع ايضا عن الشعبين المصري والتونسي وعن حركة "حماس".

ورأى رئيس مجلس الشورى الاسلامي في ايران ان قضية البحرين ستحل وسيدرك المسؤولون البحرينيون ان اسلوبهم في التعامل مع الشعب سيلحق الضرر بهم وبالدول التي جحفلت جيوشها الى هذا البلد، معربا عن اعتقاده بمستقبل واعد للعالم الاسلامي وهذا الأمر لايقتصر على البحرين فقط.

??وحول موقف الجمهورية الإسلامية الايرانية من المزاعم الاميركية الاخيرة، وصف لاريجاني هذه المزاعم بانها حلقة في سلسلة اتهامات سابقة، وقال: "على سبيل المثال فيما يتعلق بالحرب التي شنها (رئيس العراق المقبور) صدام ضد ايران للفترة (1980-1988) لقد ثبت وبصورة شفافة للغاية واستنادا الى معطيات كثيرة بأن اميركا هي التي كانت تقف وراء هذه الحرب وهي التي دفعت ودعمت صدام في تلك الحرب، مشيرا في هذا الصدد الى ان رئيس المخابرات العراقية عرض في كتاب مذكراته كيف ان اميركا شجعت نظام صدام على شن تلك الحرب وانها واصلت دعمها لذلك النظام البائد في مجال المعلومات وحركة القطعات العسكرية طيلة فترة الحرب، حتى ان فرنسا بدورها وبعد سقوط مدينة الفاو العراقية بيد القوات الايرانية في تلك الحرب أعلنت أنها تدرس تزويد العراق بسلاح نووي.

واكد لاريجاني ان موقف اميركا من ايران كان عدائيا على الدوام وهذا أحد أخطائها الكبيرة، فقد طرد الشعب الايراني ديكتاتورا من أرضه (الشاه المقبور) وبدلا من ان تعترف اميركا بحق الشعب الايراني بالديمقراطية أخذت تقف بوجه الديمقراطية الايرانية وهذا هو عين الخطأ الذي ترتكبه اميركا في الوقت الحاضر في تعاطيها مع الثورات العربية.

وتابع لاريجاني: بعد ذلك ظهر عداء اميركا لإيران في الشأن النووي حيث ان واشنطن لاتشعر إطلاقا بأي خطر من الترسانة النووية لدى الكيان الصهيوني كما انها لاتعترض على امتلاك دول مجاورة لايران مثل باكستان والهند للسلاح النووي لأنها صديقة لأميركا في حين أنها تضع العراقيل تلو العراقيل في طريق البرنامج النووي الايراني المخصص لأغراض سلمية.

ووصف رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني، المزاعم الاميركية الاخيرة ضد ايران بأنها صبيانية للغاية حيث انهم جاءوا بإنسان مدمن على المخدرات وعلى الخمر وغير متزن حسب قولهم، وزعموا بأنه يريد تنفيذ عملية اغتيال، متسائلا هل جرى قبل اليوم تنفيذ عملية اغتيال بواسطة إنسان مدمن على المخدرات؟

وشدد لاريجاني على ان الثورة الاسلامية في ايران تعارض في الأساس هكذا ممارسات (عمليات اغتيال) معربا عن اعتقاده بأن الاميركيين يسعون عبر هذه الأساليب الى بث الخلافات بين دول المنطقة والى تبديل العداء الاميركي – الايراني الى عداء ايراني – سعودي وبالأحرى الى عداء ايراني – عربي، مشيرا الى ان السعوديين قد صدقوا هذا السيناريو الى حد بعيد وكأن العملية تمت بالفعل.

وتسائل لاريجاني، لماذا تريد ايران اغتيال السفير السعودي في واشنطن وبماذا يتميز هذا السفير عن غيره حتى تفكر ايران في اغتياله؟ وماذا سيتغير اذا اغتيل هذا السفير؟ فهل أننا نريد قضاء وقتنا عبثا؟

ووصف السيناريو الاميركي بأنه ساذج وأكد أنه ليس هناك سياسي في العالم يصدق هذه المزاعم، ولكن ربما يساير البعض هذا السيناريو كي يعوضوا تراجعهم السياسي بالمنطقة عبر بث الخلافات بين الدول الاسلامية والعربية وبين ايران، مشيرا الى انه يوجد في السعودية ايضا عقلاء يدركون رداءة هذا السيناريو الاميركي، وقال: يمكن ان يكون لدينا اختلاف في وجهات النظر مع بعض الدول ولكن لسنا في حالة عداء معها كما انه يمكن ان يحصل اختلاف في وجهات النظر بين شقيقين في عائلة واحدة.

ورأى لاريجاني ان هدف اميركا من مؤامراتها ضد ايران سواءً في مجالات حقوق الإنسان أو الطاقة النووية أو السيناريو الاخير، هو انقاذ الكيان الصهيوني من عزلته عقب الثورات التي وقعت في المنطقة حيث ان الكيان الصهيوني بدأ يشعر بالعزلة وبالاضطراب في داخله وبما ان لديهم محور ضغط قوي في اميركا التي تقترب من انتخابات رئاسية فانا اتوقع ان هذه المناورات تأتي في سياق محاولات اوباما لتثبيت نفسه.

وشدد على ان اختلاف ايران مع اميركا اختلاف استراتيجي لأن الاخيرة تدعم الديكتاتوريات بالمنطقة بينما ايران تدعم حق الشعوب في الديمقراطية والحرية.

وحول احتمال تشديد العقوبات الاميركية على ايران ومدى تأثيرها على الاقتصاد الايراني، اكد لاريجاني ان العقوبات ربما تضرنا بعض الشيء ولكن الاعداء لن يتمكنوا من تحقيق اهدافهم، مؤكدا ان اسلوب العقوبات غير مجدي مع ايران.

وجول برنامج ايران النووي والمفاوضات مع مجموعة (5+1)، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي، إن طهران اعلنت دوما استعدادها لإجراء مفاوضات حقيقية مع مجموعة (5+1).?

واوضح بان المفاوضات الحقيقية تعني ان الجانب الآخر عليه ان يبين سبب قلقه وما هو الحل، لا ان يقول انه قلق من احتمال ان تنحرف ايران يوما ما عن نشاطاتها النووية السلمية حيث لا ينبغي معاقبة احد لم يرتكب جريمة حتى الآن.

وحول اعلان وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون استعداد مجموعة الدول الست (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين، ألمانيا)، لاستئناف المفاوضات مع ايران، قال لاريجاني ، "ايران اعلنت دوما استعدادها لإجراء مفاوضات حقيقية وليس لدينا وقت للمزاح في السياسة، والمفاوضات الحقيقية تعني ان الجانب الآخر عندما يقول انه قلق بشأن البرنامج النووي الايراني عليه ان يوضح ماهو نوع القلق وما هو الحل لا ان يقول انه قلق من احتمال ان تنحرف ايران يوما ما عن نشاطاتها النووية السلمية لأن هذا الكلام غير معقول ولا ينبغي معاقبة احد لم يرتكب جريمة حتى الآن".

وأضاف لاريجاني: اعتقد ان القضية قابلة للحل بشرط ان لايسعى الطرف الآخر الى المزاح والى اختلاق القصص لأن هذا الاسلوب من شأنه ان يزيد من انعدام الثقة.