بمناسبة الأنتصارات الفلسطينية

بمناسبة الأنتصارات الفلسطينية
الأربعاء ٠٢ نوفمبر ٢٠١١ - ١٢:٥٣ بتوقيت غرينتش

2/11/2011 حسين الربيعي nassryparty@yahoo.co.uk?

مع وجود كمٌ هائل من الملاحظات السلبية عن السلطة الفلسطينية في رام الله ، وعن حكومة حماس في غزة ... إلا أن المحطتين الأخيرتين لكليهما ، الأولى ... صفقة إطلاق الأسرى ، والثانية العضوية الكاملة في منظمة اليونسكو ، يخففان من مخاطر تلك الملاحظات ... وقد يؤديان لتجاوز أسبابها لاحقا . إن المحطتين فتحتا الباب للحكومتين والحركتين أن تمنهجا عملأ قادما مشترك الأهداف ، يمكن أن يتسع لكل التشكيلات الفلسطينية ... مزدوج أو متعدد الأتجاهات والفعاليات ، لتعزيز المحطتين الحاليتين ، وإضافة محطات أخرى على نفس الطريق والهدف ... التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية ، بل أكاد أجزم أن منهجة هذا العمل المشترك ضرورة تأريخية ... ليس للحركة الفلسطينية المقاومة سلما وحربا فقط ، بل هو ضرورة تأريخية للحركة العربية المقاومة سلما وحربا على أمتداد الوطن العربي .

أن منهجة العمل الوطني التحرري ، وفق رؤى مختلفة في الأساليب وموحدة في الأهداف ، بطريقة توزيع المهام وفق ما يمكن أن نطلق عليه (الأختصاصات) ، بالإضافة أنه يمكن أن يكون رادعا لنشوب الأحترابات الجانبية بين هذه الفصائل المقاومة ... السلمية والمسلحة وصماما يقطع الطريق على حلفاء بني صهيون في الخارج والداخل ، المتصيدين في المياه الفلسطينية المتعكرة ، فإن هذه المنهجة يمكن أن تؤول إلى تأسيس هيئة أو جبهة عليا للتحرير على شاكلة جبهة التحرير الجزائرية وجبهة التحرير الفيتنامية ، بأمتلاك قوتي الردع السياسي والعسكري .

ولايخفى أن المحطة الأولى ( صفقة الأسرى ) حققتها وأنجزتها ببراعة ، المقاومة العسكرية المسلحة بكل فصائلها ، وادارتها ببالغ الصمود والصبر ، جماهير غزة التي كانت تعاني من هول حروب الغزاة عليها ، وحصار ( أخوة يوسف ) العرب المشرفين على بوابات وممرات الدخول والخروج إليها ، والمانعين للماعون من أفواج وأرتال ( ردم ) الخنادق ، والقاطعين للرحم من حكام الخليج(الفارسي) والجزيرة ، المنشغلين بأستعراض عضلاتهم على أبناء عمومتهم ليدمروا مدنهم الممانعة كماحدث ويحدث في بغداد وطرابلس ودمشق .

أما المحطة الثانية ( العضوية في اليونسكو ) حققتها وأنجزتها بقدرة فائقة المقاومة السياسية ... ببالغ الجهد والدراسة والتكتيك عملت عليه مكاتب ومؤسسات واعضاء الحكومة الفلسطينية في رام الله وانتصرت فيه رغم الضغوط الرسمية العربية والتهديدات الصهيونية والأمريكية ، مستغلة الأوضاع العربية الراهنة ، ولهو حكام الجزر والبوادي والمدن والإمارات النائمة في لعبة الأنتقام من شعوب واقطار العواصم اليقظة والفاعلة ... الممانعة والمقاومة في الوطن العربي ، ومستفيدة من الوضع الدولي المتأزم أقتصاديا وأخلاقيا في العالم الرأسمالي الذي يعيش على فوهة بركان شعوبه الغاضبة ، وأستغلال الصحوة الجديدة للقطبين النائمين ( روسيا والصين ) بعد الفيتو ( السوري ) ، أستغلت كل هذا بأختصاصها السلمي المقاوم لتنجز بناء هذا النصر في محطة ثانية بعد صفقة الأسرى .

وإذا كانت السلطة الوطنية قد رحبت بصفقة الأسرى وأعتبرتها أنتصارا فلسطينيا ، كما رحبت حماس بالعضوية في اليونسكو وأعتبرتها أنتصارا فلسطينيا ، وأذا كان العرب على أطراف فلسطين وضواحيها يعيشون خريفا قاسيا بعواصف صفراء وهيجان ثيراني ، فإن فلسطين رغم كل المعاناة تعيش ربيعا عربيا كريما بكل ما تحمله معاني الربيع والكرامة ... فهل تعجز السلطتين أو الحركتين أوالحكومتين من كتم مشاحناتهما وكبح خلافاتهما وردع تهورات اعضائهما ، ولجم غضبهما على بعضهما ، للدخول في عمل مشترك ... كلٌ في مجال أختصاصه وتصوره لتحقيق المزيد من الأنتصارين ؟ سؤال يتوافق مع الفرحة الكبرى بهذين الأنجازين يسبق التهنئة لشعبنا واهلنا في فلسطين ... سؤال يستحق الإجابة وموضوع يحتاج للبحث ... فهل من لبيب يجيب ؟  

?