طبول الحرب والفطنة الايرانية المرعبة !

طبول الحرب والفطنة الايرانية المرعبة !
الثلاثاء ٠٨ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٥:٠٣ بتوقيت غرينتش

يقول " راي تكيه " الكاتب المخضرم في مجلس العلاقات الخارجية الاميركية في مقال له تحت عنوان" الفطنة الايرانية المرعبة " : افترضنا لسنوات عدة ان العقوبات الاقتصادية والديبلوماسية قد تنتج شريكا ايرانيا طيعا على حلبة المفاوضات . لكن الاداء الايراني قوض هذه الفكرة الشائعة في حين سادت حالة من الارتباك والذعر في اوساط المجتمع الدولي .... " !

 نستحضر هذا الكلام في وقت تتحدث فيه وسائل الاعلام الدولية من دون استثناء بان العدو الصهيوني بصدد توجيه ضربة عسكرية لايران , اوكما يحاول رئيس الكيان الصهيوني الترويج " بان العالم يقترب من توجيه ضربة لايران " !

 بالمقابل فان ربان السفينة الايرانية الامام السيد علي الخامنئي يبدو حسب لصيقين مقربين به اكثر طمأنينة و وثوقا من اي وقت مضى  في تاريخ هذه الثورة بان ايران تعيش احسن ايامها قوة في الردع واقتدارا على فرض توازن رعب مع سيدة تل ابيب اي واشنطن نفسها في ساحات انتشار الامبراطورية الاميركية ما يمنع الاثنين سوية من اللجوء الى الخيار العسكري باي شكل من اشكاله .

 من جهتها فان طهران تبدو هادئة ومسترخية اكثر مما يتصور اي مراقب ومتتبع لهيجان الاعلام الدولي الراقص على انغام طبول الحرب الاسرائيلية المزعومة والمفبركة خصيصا لغرض حرف الانظار عما يجري تحت الطاولة من ارتباك اميركي للتعامل مع جنرال واحد من جنرالات ايران اي "اللواء تعبئة قاسم سليماني " اومن بات معروفا بقائد جيش القدس , فكيف بها اذا قررت التعامل مع قوات كاملة من نوع قاسم سليماني !

ولكن قد يسأل احدهم ما هو السبب الحقيقي اذن وراء كل هذه "الهيصة" اذن ؟!

انه ببساطة شديدة جدا : ما يسميه " راي تكيه " بالفطنة الايرانية المرعبة  والارتباك والذعر الذي تعيشه كل من واشنطن وتل ابيب , فهم يرون ايران تتقدم في كل مكان يتحركون فيه من العالمين العربي والاسلامي ولا يلمسونها في الوقت نفسه كما يقول جورج فريدمان !

فطهران بالجيواستراتيجيا باتت تزاحم واشنطن وتل ابيب على الموقع والنفوذ في البحر كما في البر كما في السماء في الساحات لكنها غير ممسوكة "بالجرم المشهود" !

بمعنى انهم يواجهون فلسفة المشروع الايراني الساعي لتغيير خريطة المنطقة لتصبح من دون دويلة الكيان الصهيوني كما صار ينادي بذلك حتى زعيم مسيحي ماروني مثل الجنرال ميشال عون , لكنهم في الوقت نفسه لا يستطيعون العثور على جندي ايراني واحد خارج حدوده الجغرافية يمارس هذه المهمة !

انه التغير الحاصل في البيئة والفضاء الجيوبوليتكي والجيواستراتيجي في المنطقة والذي بات يسابق سرعة الرياح في التسارع ليصبح خارج السيطرة التقليدية التي لطالما اعتادت واشنطن ان تتعاطى معهما حسب قواعد اشتباك تقليدية تماما !

فهم مضطرون للخروج المذل من عراق ارادوه قاعدة اميركية يغيرون من خلالها العقل العربي كما صرح بوش يوم غزى بلاد الرافدين , فاذا به يتحول الى جسر جوي بساهم في انقاذ عقدة محور المقاومة والممانعة في المنطقة !

وهم مضطرون ليسلموا باستراحة المحارب مع سوريا حتى لا نقول بهزيمة ستفوح رائحتها قريبا عندما يفضح مشروعهم ويظهر بالوقائع والارقام والبراهين , ويضطرون بالتسليم بمعادلة عربية محاطة بعقد ايراني روسي صيني يصعب على احد استكشاف ابعاده وزواياه الخفية !

وهم مضطرون للتنازل ايضا في القريب العاجل عن معاهدة تحالف استراتيجي مع حكومة كابول رغم ضعف زعامتها وترك كابول بين ان تزحف عليها قوات طالبان من الثغور او تحتضنها قوات الحرس الثوري لحمايتها من الانهيار عند رحيل محتليها مع نهاية العام 2014 م !

اذن لم يبق امامهم سوى مقايضة الايرانيين على توازن رعب في خليج فارس تحت سقف تقاسم نفوذ ايراني – سعودي محمول على خلفية هزيمة ساحقة في سوريا او في احسن الاحوال تحسن احوال بعض حلفائهم الخليجيين في بلاد الشام , هذا ما يؤكده خبراء  وديبلوماسيون ايرانيون متابعون لسبب الضجة الاعلامية والدعائية حول سيناريو ضرب ايران وقهقهتهم تصل الضفة الاخرى من المياه الدافئة حيث حشد الاساطيل التي باتت مكشوفة للصواريخ كما للطائرات الايرانية !

اما حكاية التهديد باغتيال القادة والجنرالات وما شابه فان المواقع الايرانية الرسمية والشعبية باتت تتناولها بالتهكم والشفقة مصحوبة بمطالبة الاميركيين بالاعتبار من الماضي البعيد والقريب .

البعيد عندما قيل للامام الخميني رحمه الله ان صدام يمكن ان يقصف بيتك في جمران فاجابههم بما مضمونه : انه السفر من هذه الدنيا الفانية الذي اشتهيه والذي انتظره لالقى ربي طائرا فرحا .... وبالتالي لا تغيير في مكان اقامتي لان الحارس هو الاجل الذي نسلم اليه !

 اما القريب فهي شهية القتل الاميركي المفتوحة على جنرال جيش القدس وقائد الجيش 41 تعبئة ايام حرب الثماني سنوات اللواء قاسم سليماني والذي تقول المواقع الايرانية بان بيته هو" بيت فاطمة" نسبة الى العزاء السنوي الذي ينظمه سليماني في بيته المعروف في مدينة كرمان بمناسبة وفاة بنت النبي الاعظم محمد بن عبد الله حيث يؤمه آلاف الزوار ....وبالتالي تعالوا واقصفوا بيت فاطمة ان تجرأتم ... لانه عندها سترون المفاجآت مما لا رأت عين ولا سمعت بها اذن !

اما الادهى من كل ذلك فهو ما سربه لنا "خبير ايراني في محاربة الارهاب"  حول حكاية الوثائق التي كشف عنها الامام السيد علي الخامنئي اخيرا حيث يقول : بانها اولا جديدة و معاصرة وليست تاريخية وثانيا فانها نسخة اصلية وليست نسخة عن اصل وثالثا فانها تتعلق بالاضافة  على ايران  بامور خطيرة حصلت في المنطقة و كلها من النوع الذي يدين واشنطن ادانة دامغة بتورطها بالارهاب وبالتالي سيتم ملاحقة قادة اميركا على اساسها والقادم اعظم !  

*محمد صادق الحسيني