الخيار العسكري والحظر النفطي خيار مستبعد

الخيار العسكري والحظر النفطي خيار مستبعد
الخميس ١٠ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٣:٤٥ بتوقيت غرينتش

بيروت(العالم)-10/11/2011- اتهم خبير لبناني المؤسسات الدولية بتسريب المعلومات السرية عن الدول لاغراض سياسية واعلامية، واعتبر ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية اصبحت اداة لتسييس الملف النوي الايراني، مستبعدا الخيار العسكري وفرض الحظر النفطي على ايران في هذه المرحلة وذلك انه سيضر بمصالح الغرب في الدرجة الاولى.

وقال الخبير في الشؤون الايرانية طلال عتريسي في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الاربعاء: ان تسريب المعلومات عن التقارير اصبح قضية رائجة في المؤسسات الدولية سواء المحاكم او وكالة الطاقة ولم يعد هناك حرص على السرية في العمل، معتبرا ان تركيز التقرير الاخير على البعد العسكري في البرنامج النووي الايراني هو لكي يكون مختلفا عن التقارير السابقة.

واضاف عتريسي ان التقارير السابقة كانت تعترض على عدم تعاون ايران واستمرار تخصيب اليورانيوم تثير بعض الشكوك وما الى ذلك، معتبرا ان المقصود من التركيز على البعد العسكري هو اظهار مدى الخطر الجدي والقريب من البرنامج النووي الايراني.

واعتبر ان ذلك كله يهدف الى التهويل من ان البرنامج النووي الابراني اصبح يقترب من البعد العسكري، معتبرا ان ذلك يهدف الى اعادة لفت الانظار الى البرنامج النووي الايراني بعد ان كان العالم وخاصة الولايات المتحدة منشغلين بالثورات العربية.

واشار عتريسي الى ان هناك انسحابا اميركيا قريبا جدا من العراق وافغانستان، كما ان الضغوط الاميركية الكبيرة على سوريا لم تحقق حتى الان الاهداف المطلوبة منها، مؤكدا ان الولايات المتحدة تحاول وهي تنحسب من المنطقة ان تثير الغبار في وجه ايران.

ونوه الى ان الوكالة الدولية اصدرت تقارير مقبولة الى حد ما في السابق حول البرنامج النووي الايراني بعد عمليات تفتيش، وكانت ايران تقبل ذلك بشكل عام، معتبرا ان الوكالة الان سقطت في موقف يناسب الادارة الاميركية.

واعتبر عتريسي ان التقرير الاخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يمثل خطوة الى الوراء مستبعدا ان تقطع  ايران علاقتها مع الوكالة رغم انتقادها الشديد لتقريرها، داعيا الوكالة الى ان تكون اكثر مصداقية في التقارير القادمة.

كما استبعد الخبير في الشؤون الايرانية طلال عتريسي ان تكون هناك مواجهة بين ايران والوكالة الدولية رغم ما يمكن ان يؤدي تقريرها الاخير من فرض عقوبات على ايران من قبل واشنطن وحلفاءها الذين المحوا اليها، مشيرا الى ان ذلك سيكون من جانب واحد ودون الذهاب الى مجلس الامن وذلك بسبب الرفض الروسي.

وتوقع ان تعود الولايات المتحدة وحلفاءها الى الحوار مع ايران وذلك لحاجتهم اليه من اجل ان يعرفوا ماذا يجري في ايران على المستوى النووي، واين وصل البرنامج النووي الايراني.

واشار عتريسي الى ان اسرائيل اعترفت بانها هي التي سربت جزءا اساسيا من المعلومات الواردة في تقرير الوكالة ما يضع علامات استفهام وشكوكا كثيرة حول صدقية هذا التقرير من منطلق الموقف الاسرائيلي من ايران والذي يعتبر برنامجها النووي خطرا عليها.

واوضح ان الولايات المتحدة يمكن ان ترسل رسالة الى ايران من خلال تقرير الوكالة وتدعو فيها طهران الى التفاوض حول الانسحاب من العراق من اجل اعادة النظر في التقرير او تجميده.

وانتقد عتريسي تبني الاتحاد الاوروبي الموقف الاميركي من تقرير الوكالة ، واستبعد فرض حظر نفطي على ايران ، وذلك انه يمكن ان يؤدي الى ارتفاع اسعار النفط في وقت تعاني الدول الغربية عموما من ازمة اقتصادية خانقة، ما يجعل الخيار العسكري مستبعدا ايضا.

واكد الخبير في الشؤون الايرانية طلال عتريسي الا تأثير للعقوبات الاقتصادية معهما بلغت على ايران والتي اثبتت ذلك من خلال تحقيق الاكتفاء الذاتي على البنزين بعد فرض توريده الى ايران من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
MKH-9-22:08