طهران و مؤتمر أمانو المشرعن للنووي الاسرائيلي

طهران و مؤتمر أمانو المشرعن للنووي الاسرائيلي
الثلاثاء ٢٢ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٥:٣٧ بتوقيت غرينتش

قاطعت ايران مؤتمرا عالميا عقدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأ الاثنين و يختتم اعماله اليوم الثلاثاء في فيينا تحت شعار(( شرق اوسط خال من الاسلحة النووية )) ، في خطوة دبلوماسية حازمة، عبرت بها عن استيائها الشديد من تقرير المديرالعام للوكالة ،الياباني يوكيا امانو ، بعدما ضخم فيه مزاعم اميركية غير موثقة ، وكانت قد اثيرت قبل عدة سنوات ، لكن أمانو عاد و قدمها على شكل حقائق ، كما وضعها تحت تصرف الصحافة و وسائل الاعلام الغربية إمعانا في التشهير بإيران امام الرأي العام العالمي.

و اعتبرالسيد علي اصغر سلطانية مندوب ايران الدائم بمقر الوكالة في فيينا أن هذه المقاطعة هي الرد الامثل على سلوكيات أمانو المناوئة للجمهورية الاسلامية و المنافية لكل اصول اللياقة و اللباقة ، متسائلا  : كيف يمكن لايران المشاركة  في اجتماع دولي يستضيف فيه مدير عام الوكالة يوكيا امانو  الكيان الصهيوني المتمرد على معاهدة حظر الانتشار النووي  ، متعمدا تجاهل التسلح النووي الاسرائيلي المفضوح في الشرق الاوسط.

 ويعتبر المراقبون أن الخطط التي تنفذها الاطراف الغربية و حليفاتها في المنطقة  ، باتت تعكس مشهدا مروعا عن وتيرة تدهور السياسة الدولية  و معها  الاقليمية ، و لا سيما الخليجية منها، و التي ارتضت لنفسها ان تكون مطية للهجمة الاستكبارية وهي تعربد و تزمجر في العالم  الاسلامي  ، بفعل الحروب  و التجييش و التلويح  بالعصا الغليظة و الضجيج الا علامي لحكومات الولايات المتحدة و دول الاتحاد الاوروبي  و أتباعها في حلف الناتو  وبعض الاحلاف العربية و مؤسسات و شخصيات  دينية سخرت مواقعها و فتاواها – مع الاسف الشديد- طبقا لمقاسات و اجندات أعداء الامة.

 وازاء ذلك يمكن الوقوف على خلفية التصرفات و المواقف التصعيدية الغربية ، وهي تسابق الزمن  بهدف تأجيج الساحة الاسلامية والعربية  و توتيرها بالمزيد من الازمات و الاضطرابات، الى جانب توزيع التهم و الافتراءات يمينا و شمالا ، ومنها اقدام واشنطن على  حشد المجتمع الدولي  عبرالجمعية العامة للامم المتحدة يوم الجمعة الماضي في نيويورك ، وفي جلسات الوكالة الدولية للطاقة الذرية و مجلس  حكامها يوم السبت الماضي في فيينا ، بهدف التشهير  بالمكانة المرموقة التي تتمتع بها الجمهورية الاسلامية اقليميا و عالميا ، و ذلك على خلفية السيناريو الاميركي المفبرك بشأن  "تمثيلية محاولة اغتيال " السفير السعودي في الولايات المتحدة من جانب ، ومزاعم امكانية جنوح البرنامج النووي الايراني السلمي لانتاج قنبلة نووية – على حد زعم تقرير أمانو السئ الصيت- من جانب آخر؟    .

بيد ان الموقف المنطقي و الموضوعي  و الحازم الذي اعتمدته الجمهورية الاسلامية على ساحتي نيويورك و فيينا  و الذي جاء على لسان السيد محمد خزاعي ممثل ايران الدائم في الامم المتحدة و السيد علي اصغر سلطانية مندوبها الدائم في الوكالة الدولية ، اتاح لطهران فرصة جوهرية لفضح الالاعيب الاميركية و الاوروبية و الاسرائيلية ، و اعادة السحر على الساحر،الامرالذي احبط الاهداف المبطنة لهذا التحالف ، و اثار استياء اكثرية الدول الاعضاء المتمثلة في مجموعة حركة عدم الانحياز ، و التي لم تتردد في دعم و مؤازرة الحجج الايرانية المقنعة ، و توجيه سهام الرفض و الاستهجان و الانتقاد صوب  واشنطن و حليفاتها وبخاصة الى مدير عام الوكالة يوكيا امانو الذي اظهر انقيادا سافرا لكل الاملاءات والمزاعم الغربية و الصهيونية ، و قدم تقريره على خلفية الاجندة الاجنبية المعادية لإيران ، فكان تقريرا مسيسا ، و بعيدا عن المهنية ،و مليئا بالاكاذيب و المعلومات المختلقة التي اريد منها تدويل الاحتقان و الكراهية و التحريض على طهران.

وكان وزيرالخارجية الدكتور علي اكبرصالحي انحى باللائمة على السعودية لقبولها الانجرار وراء اللعبة الاميركية الرامية الى اضعاف العلاقات الاسلامية - الاسلامية ،لاسيما وان ثمة جهودا تبذل للتقارب بين طهران و الرياض، كما نصح صالحي  مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو في سياق اخر بتصحيح نهجه مع ايران و الامتناع عن الاستجابة لمزاعم اختلقتها جهات استخباراتية و لم يتم اثبات اي شئ منها.

*حميد حلمي زادة