و اعتبرالسيد علي اصغر سلطانية مندوب ايران الدائم بمقر الوكالة في فيينا أن هذه المقاطعة هي الرد الامثل على سلوكيات أمانو المناوئة للجمهورية الاسلامية و المنافية لكل اصول اللياقة و اللباقة ، متسائلا : كيف يمكن لايران المشاركة في اجتماع دولي يستضيف فيه مدير عام الوكالة يوكيا امانو الكيان الصهيوني المتمرد على معاهدة حظر الانتشار النووي ، متعمدا تجاهل التسلح النووي الاسرائيلي المفضوح في الشرق الاوسط.
ويعتبر المراقبون أن الخطط التي تنفذها الاطراف الغربية و حليفاتها في المنطقة ، باتت تعكس مشهدا مروعا عن وتيرة تدهور السياسة الدولية و معها الاقليمية ، و لا سيما الخليجية منها، و التي ارتضت لنفسها ان تكون مطية للهجمة الاستكبارية وهي تعربد و تزمجر في العالم الاسلامي ، بفعل الحروب و التجييش و التلويح بالعصا الغليظة و الضجيج الا علامي لحكومات الولايات المتحدة و دول الاتحاد الاوروبي و أتباعها في حلف الناتو وبعض الاحلاف العربية و مؤسسات و شخصيات دينية سخرت مواقعها و فتاواها – مع الاسف الشديد- طبقا لمقاسات و اجندات أعداء الامة.
وازاء ذلك يمكن الوقوف على خلفية التصرفات و المواقف التصعيدية الغربية ، وهي تسابق الزمن بهدف تأجيج الساحة الاسلامية والعربية و توتيرها بالمزيد من الازمات و الاضطرابات، الى جانب توزيع التهم و الافتراءات يمينا و شمالا ، ومنها اقدام واشنطن على حشد المجتمع الدولي عبرالجمعية العامة للامم المتحدة يوم الجمعة الماضي في نيويورك ، وفي جلسات الوكالة الدولية للطاقة الذرية و مجلس حكامها يوم السبت الماضي في فيينا ، بهدف التشهير بالمكانة المرموقة التي تتمتع بها الجمهورية الاسلامية اقليميا و عالميا ، و ذلك على خلفية السيناريو الاميركي المفبرك بشأن "تمثيلية محاولة اغتيال " السفير السعودي في الولايات المتحدة من جانب ، ومزاعم امكانية جنوح البرنامج النووي الايراني السلمي لانتاج قنبلة نووية – على حد زعم تقرير أمانو السئ الصيت- من جانب آخر؟ .
بيد ان الموقف المنطقي و الموضوعي و الحازم الذي اعتمدته الجمهورية الاسلامية على ساحتي نيويورك و فيينا و الذي جاء على لسان السيد محمد خزاعي ممثل ايران الدائم في الامم المتحدة و السيد علي اصغر سلطانية مندوبها الدائم في الوكالة الدولية ، اتاح لطهران فرصة جوهرية لفضح الالاعيب الاميركية و الاوروبية و الاسرائيلية ، و اعادة السحر على الساحر،الامرالذي احبط الاهداف المبطنة لهذا التحالف ، و اثار استياء اكثرية الدول الاعضاء المتمثلة في مجموعة حركة عدم الانحياز ، و التي لم تتردد في دعم و مؤازرة الحجج الايرانية المقنعة ، و توجيه سهام الرفض و الاستهجان و الانتقاد صوب واشنطن و حليفاتها وبخاصة الى مدير عام الوكالة يوكيا امانو الذي اظهر انقيادا سافرا لكل الاملاءات والمزاعم الغربية و الصهيونية ، و قدم تقريره على خلفية الاجندة الاجنبية المعادية لإيران ، فكان تقريرا مسيسا ، و بعيدا عن المهنية ،و مليئا بالاكاذيب و المعلومات المختلقة التي اريد منها تدويل الاحتقان و الكراهية و التحريض على طهران.
وكان وزيرالخارجية الدكتور علي اكبرصالحي انحى باللائمة على السعودية لقبولها الانجرار وراء اللعبة الاميركية الرامية الى اضعاف العلاقات الاسلامية - الاسلامية ،لاسيما وان ثمة جهودا تبذل للتقارب بين طهران و الرياض، كما نصح صالحي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو في سياق اخر بتصحيح نهجه مع ايران و الامتناع عن الاستجابة لمزاعم اختلقتها جهات استخباراتية و لم يتم اثبات اي شئ منها.
*حميد حلمي زادة