ونقلت صحيفة "حريت" التركية في عددها الصادر الاحد، عن المسؤول الذي رفض ذكر إسمه قوله " ان الرادار المخصص للتحذير المبكر من الصواريخ الباليستية سيبدأ العمل في مدينة ملاتيا بجنوب شرق تركيا خلال أسبوع".
وفي محاولة لتبرير خدمة حكومة اردوغان لاستراتيجية "الناتو" المعادية لايران، جدد المسؤول التأكيد على أن "النظام دفاعي ليس موجهاً ضد أي بلد معين، خصوصاً ضد إيران"، مضيفاً ان "نظام الرادار للتحذير المبكر سيبدأ العمل الأسبوع المقبل قبل نهاية العام الجاري". ولن يبدأ تشغيل الرادار إلاّ بعد تصديق "الناتو" على تفاصيل الاتفاق الأميركي ـ التركي الذي يتضمن شروط نشره في تركيا.
وأشار المسؤول التركي إلى أن لجنة سوف تلتقي الناتو الأسبوع المقبل لوضع اللمسات النهائية على عملية التشغيل والضغط على الزر الخاص بذلك.
وكانت تركيا قد صادقت مبدئيا وللمرة الاولى على نشر الدرع الصاروخية لحلف الناتو في الاجتماع الذي عقده الحلف في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2010.
في هذا الاطار كتب المعلق التركي يالجين دوغان في صحيفة "حرييت" في وقت سابق ، " أنه بموجب مذكرة التفاهم الثنائية المبرمة بين وزارتي الخارجية الاميركية والتركية، ستتحول القاعدة في ملاطية الى قاعدة للناتو وهذا يعني أنه سيتم تمركز الجنود الاميركيين والفريق الفني في القاعدة، وهذا مساس بالسيادة التركية".
واضاف المعلق التركي يالجين دوغان أن نشر قوات اجنبية في تركيا ليس مسألة تعالجها مذكرات التفاهم، مؤكدا ان الوثيقة الموقعة يجب ان تعرض على البرلمان للموافقة عليها من دون ابطاء.
ويرى بعض الخبراء أن احتفاء الادارة الاميركية بتوقيع الاتفاق مع أنقرة والارتياح الذي أبداه المسؤولون الاميركيون، مرده الى مساعي واشنطن لايجاد موطئ قدم جديد في منطقة الشرق الاوسط إثر انتهاء سحب قواتها من العراق، فضلا عن الوضع الهش والضربات الموجعة لقوات التحالف في أفغانستان وقرار واشنطن سحب قواتها من افغانستان.
وفيما رفضت ايران القرار الذي اتخذته حكومة اردوغان لخدمة الاهداف العسكرية للناتو الموجهة ضدها وتاكيدها بان "الدرع الصاروخي" هو خدمة للكيان الصهيوني ومحاولة لانقاذها من الضربات الصاروخية الايرانية في حال تعرض منشئاتها لعدوان اسرائيلي، اثار مشروع "الدرع الصاروخي" قلقا روسيا شديدا، إذ تخشى موسكو أن يؤدي ذلك إلى محاصرتها من كل الجهات وتهديد أمنها، لا سيما في ضوء توقيع واشنطن معاهدة، العام الماضي، مع بولونيا الدولة الحليفة السابقة في حلف "فرصوفيا " لاقامة قاعدة صاروخية اميركية مماثلة فوق اراضيها ، في إطار منظومة الدفاع الصاروخي، إضافة الى توقيع الولايات المتحدة مع رومانيا اتفاقا لنشر عناصر الدرع الصاروخية في الأراضي الرومانية المحاذية لروسيا.
وكانت مصادر مقربة من حكومة اردوغان قد كشفت في وقت سابق ان المخابرات التركية رصدت تقارير روسية تؤكد ان القادة العسكريين وضعوا الدرع الصاروخي للناتو فوق الاراضي التركية، كهدف معاد لروسيا يجري التعامل معه كاي هدف للناتو معاد لروسيا عند نشوب اي نزاع.
يذكر ان حكومة اردوغان وافقت على نشر شبكات الدرع الصاروخي للناتو فوق الاراضي التركية في شهر سبتمبر عام 2010 , كجزء من الدور العسكري والامني الذي تؤمنه تركيا لحلف الناتو بموجب شروط عضويتها في هذا الحلف .