لكن الكاتب يستدرك قائلاً "غير أن المقاطعة المرجحة من الإصلاحيين الصامتين بالقوة والمخاوف من أعمال العنف المرتبطة بالانتخابات، مقرونةً بالمشكلات الاقتصادية الوخيمة الناجمة من عزلة إيران بسبب برنامجها النووي المشتبه به، تبرز تحديات جديدة للقادة الإيرانيين أثناء مواجهتهم أول اختبار للشرعية المحلية منذ انتخابات 2009 الرئاسية المتنازع عليها".
وفي مقالته الفتنوية الاستباقية، يشير الكاتب إلى أنه "رغم تأكيد القادة السماح للمرشحين الإصلاحيين بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية، المزمعة في آذار (مارس)، لا تزال الشخصيتين الرئيسيتين الإصلاحيتين المعارضتين، مير حسين موسوي ومهدي كروبي، وكلاهما من المرشحين السابقين للرئاسة، قيد الإقامة الجبرية.. وكلاهما يحث أنصاره على الابتعاد عن صناديق الاقتراع".
كما يعتقد الكاتب أن "عملية الانتخاب تزداد تعقيداً بسبب الضغوط الاقتصادية الشديدة من الغرب بشأن برنامج إيران للطاقة النووية، والذي تشتبه قوى غربية بأنها تخفي خططاً إيرانية لصنع أسلحة نووية".
بدورها، تناولت الإنترناشونال هيرالد تريبيون تصاعد التوتر بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والغرب، في مقالة لنائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأميركية في واشنطن، إيلان بيرمان، بعنوان "تقييد إيران في المضيق"، أشار فيها إلى التصعيد الكبير في الحرب الكلامية خلال الأسبوعين الماضيين.
وفي هذا السياق، يقول الكاتب إن "مناورات ولاية 90 تنطوي على استعراض ضخم للقوة، يهدف إلى إيصال رسالة واحدة واضحة، مفادها أن النظام الإيراني مستعد لإغلاق مضيق هرمز في حال تعرضه لمزيد من الضغوط الغربية، أو في حال اندلاع صراع مباشر معه".
هنا، يشير الكاتب إلى أن "إيران لديها بالتأكيد القدرة على القيام بذلك. فمنذ فترة طويلة عام 2004، قدّرت دوائر المخابرات الأميركية علناً ??بأن النظام الإيراني يمكن أن يغلق المضيق لفترات قصيرة، حتى مع وجود عسكري غربي في المنطقة. وقد توسعت استثمارات إضافية في القدرات البحرية في السنوات التي تلت فقط قدرة إيران على خنق تدفق النفط في الشرق الاوسط".
كما يضيف الكاتب أن "الغرب يحتاج إلى صياغة رد إستراتيجية لسياسة حافة الهاوية في إيران. وللقيام بذلك، يجب على الولايات المتحدة وشركائها في التحالف نقل رسالتين متميزتين لطهران".
والرسالة الأولى بحسب الكاتب هي "أن أي محاولة لإغلاق.. المضيق سينظر إليها المجتمع الدولي باعتبارها سبباً للحرب. وعلى قادة إيران أن يفهموا أن إغلاق المضيف أو تضييق حركته، مؤقتاً، من شأنه أن يؤدي إلى افتراض السيطرة على الممر المائي من قبل القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها عسكرياً".
والرسالة الثانية هي "أن المضيق ليس اختصاص إيراني حصري. وقد استخدمت طهران طويلاً جغرافيتها الإستراتيجية للضغط وإكراه دول المنطقة المعتمدة على التدفق السلس لتجارة الطاقة. ولكن يمكن أن تكون هذه الديناميكية في العمل ضد ايران كذلك. فإذا أقامت دول الخليج، بالتنسيق مع واشنطن، آلية أمنية مستقلة لمراقبة المضيق، سوف تجد طهران استخدام المجرى المائي لصالحها أكثر صعوبة".
*حيدر عبدالله