وإذا ما كانت الحرب المفروضة التي قادها صدام حسين في ثمانينات القرن الماضي من اولى المؤامرات الأميركية والغربية الكبرى وبتأييد من بعض الدول العربية ، فإن ما تلاها من حصار اقتصادي وحجز على الأموال ودعم عمليات التخريب والإغتيال ضد المسؤولين والكوادر العلمية في الجمهورية الإسلامية ، يشير الى قلق واشنطن من قوة إيران وحضورها القوي في قضايا المنطقة والعالم.
وإذا ما كان صدام حسين أول أدوات الحرب الأميركية على إيران عام 1980 فإن عراق ما بعد سقوط صدام عام 2003 تحول الى باكورة الهزائم الأميركية الكبرى في المنطقة عام 2011.
لقد تحولت إيران منذ نجاح ثورتها الإسلامية عام 1979 عنوانا ً لصراع الإرادات المستقلة في مواجهة إرادة الهيمنة الأميركية على مقدرات المنطقة والعالم .وقد دفع دعم إيران للمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وافغانستان ، وقيادتها لمحور الممانعة العربية والإسلامية في مواجهة مخططات التسوية والإعتراف بالكيان الاسرائيلي إضافة الى نصرتها للصحوة الإسلامية ووقوفها الى جانب الثورات العربية الحقيقة ، دفع بالولايات المتحدة لإستنفار إمكانتها وأدواتها لتطويق الجمهورية الإسلامية والإضرار بمصالحها الحيوية من خلال محاولات فرض حظر على صادراتها النفطية وعقوبات على مصرفها المركزي ، ما دفع بإيران لإنذارها من يعنيهم الأمر برد قاس بما فيه إغلاق مضيق هرمز في وجه الصادرات النفطية إذا ما فرض حصار على نفطها على أن تلي ذلك خطوات أخرى قد تكون أقوى بتداعياتها .