يأتي ذلك في وقت تتصاعد عمليات المسلحين ضد القوات الأجنبية في عموم مناطق افغانستان.
ورغم الشتاء الأفغاني القارص الذي غالبا ما تقل فيه العمليات العسكرية الا ان الجبهة الأفغانية المشتعلة اصلا بين المسلحين والقوات الأجنبية باتت اكثر سخونة لتصاعد وتيرة الهجمات النوعية التي تتعرض لها قوات الناتو هذه الأيام، فبعد مقتل اربعة جنود فرنسيين واصابة مالايقل عن سبعة عشر اخرين برصاص جندي افغاني هددت فرنسا بتنفيذ فكرة الإنسحاب المبكر لقواتها من المستنقع الأفغاني وذلك خلال زيارة اجراها وزير الدفاع الفرنسي الى الشرق الأفغاني لتفقد قوات بلاده المنتشرة هناك.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الافغاني محمد ياسين عالمي لمراسل قناة العالم الاخبارية " اذا نفذت فرنسا تهديدها باخراج جنودها مبكرا من افغانستان فان ذلك سينعكس على باقي الدول الاطلسية التي لديها قوات في هذا البلد والتي تبحث عن خروج مشرف من افغانستان".
واذا كانت الأوضاع الأمنية تتجه خلافا لما تشتهيه الإدارة الأميركية فإن علاقاتها مع الحكومة الأفغانية تسير نحو مزيد من التوتر على خلفية عملية التفاوض مع حركة طالبان دون اشراك الحكومة فى تفاصيل مساراتها.
ويُطالب المبعوث الأميركي الخاص في الشأن الأفغاني والباكستاني مارك غروسمن، الذي يجري لقاءات مع المسؤولين الأفغان فى كابول بعيدا عن وسائل الإعلام، بأفغنة المصالحة والإستماع لأراء الشعب الأفغاني حسب المراقبين.
واكد محمد برويز صافي الكاتب والصحفي الافغاني لقناة العالم الاخبارية ان "المعلومات المسربة من لقاء الرئيس الافغاني (حامد كرزاي) والمبعوث الاميركي الخاص تشير الى ان كرزاي طالب بأفغنة المصالحة وأن تكون بقيادة أفغانية"، وأوضح "أن المصالحة بدون اشراك الافغان مصيرها الفشل وهو ما ثبت خلال الأعوام الماضية".
و لا تخفي السلطات الأفغانية قلقها من لعبة سياسية جديدة قد تلجأ اليها اميركا لإبرام صفقة مشبوهة مع الجماعات المسلحة خاصة بعد فشل الحل العسكري ضد هذه الجماعات وفقا لمتتبعي الحالة الأفغانية.
ويقابل التصعيد فى الحملات العسكرية بين القوات الأجنبية والفصائل المسلحة، حراكا سياسيا اميركيا يهدف الى حل الأزمة الأفغانية بكافة الطرق الممكنة لتسهيل الطريق امام الخروج بأقل الخسائر، لكن ولمرة اخرى تبقى ارادة الشعب الأفغاني بعيدة تماما عن كل مايجري من حوله.
SM-22-17:09