قضية الهاكر السعودي أثارت وما تزال هواجس أمنية وبلبلة كبيرة وفرضت نفسها على اجتماع للجنة العلوم والتكنولوجيا في الكنيست، في حرب السايبر تستبدل الدبابة بكبسة زر وهناك هجمات إرهابية تنفذ على مواقع وزارة إسرائيلية دائماً، لكن في ظل ما قام به الهاكر علينا تشخيص سبب خللٍ قائم.
معظم المشاركين في الاجتماع أقروا بأن الهاكر السعودي اخترق على مدى أشهر مواقع تجارية إسرائيلية غير محمية جيداً، لكن التطور يعكس الخلل الموجود في مجال حماية المعلومات، وإن كان أقل وطأة في الوزارات الحساسة والمواقع الاستراتيجية.
أصنف ما قام به الهاكر في إطار العمل الجنائي، تسلل إلى عشرات المواقع خلال أشهر ونشر التفاصيل، لدينا شركات إسرائيلية تقوم بحماية البنوك الأميركية والـ سي أي إي ولا نستغل في إسرائيل، ملف حماية السايبر يشغل إسرائيل منذ فترة وقرر الجيش الإسرائيلي إجراء دورات تدريبية لحماية المعلومات خشية من تسلل جهات إلى منظومته المعلوماتية العسكرية، بعد أن حاولت إيران مؤخراً تعطيل عمل شركة الكهرباء في إسرائيل.
هددت إسرائيل بالانتقام من الهاكر السعودي وقال على لسان نائب وزير خارجيته دانيا يالون إن أي اعتداء على بلادنا لن يمر دون حساب، وقالت وسائل الإعلام إسرائيلية إن الهاجر السعودي الذي اشتهر باختراق وحصوله على معلومات عن آلاف البطاقات المصرفية في إسرائيل يبلغ 19 عاماً واسمه عمر حبيب ويعمل في مقهى بالمكسيك، وسائل إعلام قالت إن طالباً إسرائيلياً اكتشف هوية الهاكر السعودي عن طريق تتبعه من رسالة بالبريد الإلكتروني أرسل عبرها الملفات المتضمنة للأرقام والمعلومات السرية لعشرات الآلف من البطاقات، وتبين أن الهاكر مولود بالإمارات العربية المتحدة. الهاكر من جانبه قال إنه في العاصمة السعودية ويتحدى الوصول إليه موضحاً أنه ليس مبتدئاً بل هو على دراية متقدمة بالتقنية ولن يعثروا عليه مهما أرسل من ملفات ورسائل الكترونية متوعداً عن الكشف عن 80 ألف بطاقة مصرفية أخرى.
قرصنة المعلومات التي بدأت كقضية صغيرة ارتفعت إلى العناوين الرئيسية للصحف الإسرائيلية دافيد مامن المختص في تأمين مواقع انترنت حساسة في إسرائيل قال لنا أن القضية ليست ببساطة سرقت بطاقات الائتمان. القضية هنا هي أن التفاصيل الشخصية ل 411 ألف إسرائيلي موجودة على الشبكة ما يعني أن استعمالها ممكن لأهداف مختلفة من السرقة إلى معرفة توجه وسفر شخصيات مهمة في البلاد.
وأزمة أنه قادر يوصل ملفات ثانية داخل إسرائيل، اليوم بالذات هدد بالإيميل الذي بعثه ل يديعوت أحرونوت بأنه سينتقل للمرحلة الثانية التي يتطرق فيها إلى كشف ملفات الشركات التي تقوم بعمل إنشاءات عسكرية للجيش الإسرائيلي.
ولأن القضية وصلت إلى الجيش الإسرائيلي ولأن الإسرائيلي إسرائيلي موقر وخارق القوة بنظر بعض العرب اندفعت دول في الخليج الفارسي لتوقيع اتفاق تعاون مع الكيان الإسرائيلي لوقف ما سمي أعمال القرصنة على الكيان .
الفضائية العربية السعودية ورغم التهديد الإسرائيلي للهاكر السعودي لم تتوانى عن محاولة البحث عن هوية هذا الهاكر السعودي عبر أحد الباحثين العاملين لديها .
وهذا الشيء الذي حملني أنا أن أتصل بالسفير السعودي في المكسيك حسين بن محمد العسيري، لأسأله هل يوجد في المكسيك شخص عمره 19 سنة وأسمه عمر حبيب مثل ما زعم الطالب الإسرائيلي، بعث لي السفير مثل ما أن نشرت في التقرير المنشور حالياً في موقع العربية نت، السفير قال نحن راجعنا الملفات ولم نرى أي شخص سعودي بهذا الاسم وبهذا العمر، وبالإضافة إلى السفير أنا تكلمت هاتفياً فجر اليوم مع نبيل الزهراني مسؤول عن الشؤون الاقتصادية بالسفارة وأكد لي أنه لا يوجد في المكسيك هذا الشخص، وكل السعوديين الذي هم في المكسيك عددهم لا يتجاوز أكثر من عشرين شخص بالإضافة أن هناك يوجد الدبلوماسيين والعاملين في السفارة الذي لا يوجد أي واحد منهم اسمه عمر حبيب أو عنده ابن أو أخ أو قريب اسمه عمر حبيب.
وبعد محاولات البحث عن هوية الهاكر تمت محاولات كف الشر الإسرائيلي عن السعودية بتوقيع اتفاق سري بين الطرفين شاركت فيه دول أخرى في الخليج الفارسي .
جاء هذا الاتفاق إثر التصعيد الكبير الذي مثّله إقدام «هاكر» سعودي على نشر معلومات عن بطاقات ائتمان وبريد إلكتروني لحوالى 400 ألف إسرائيلي. ويبدو أن التعاون المشار إليه ليس مجديا، حتى الآن على الأقل، لأن الهاكر السعودي بدأ ينشر تباعا معطيات جديدة عن بطاقات الائتمان الإسرائيلية.
وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن المعركة على الشبكة العنكبوتية بين قراصنة انترنت عرب وإسرائيليين قادت إلى تبادل نادر للرسائل بين إسرائيل والدول الخليجية عبر طرف ثالث. وقالت إنه تم الاتفاق على كبح هذه الظاهرة والتعاون باتخاذ إجراءات تحظّر على المدنيين الإقدام على عمليات «إرهاب سيبرنتيكي».
وأشارت «يديعوت» إلى أن الدول الخليجية تخشى من تفوق إسرائيل التي تعتبرها قوة تكنولوجية عظمى في حرب الحواسيب، ولذلك عملت على وقف التدهور الذي قد يلحق بها أضراراً فادحة.
وفسّرت دول خليجية تهديدات أيالون بأنها إعلان حرب إسرائيلية على السعودية. وسارعت هذه الدول لنقل سلسلة رسائل طمأنة لإسرائيل عبر طرف ثالث وعدوا فيها بالعمل على منع نشاط القراصنة العرب ضد إسرائيل.
ودعا الهاكر السعودي نظراءه الفلسطينيين في غزة ممن اقتحموا موقع نائب وزير الخارجية الإسرائيلية ووضعوا صورته ونعل عليها وكذلك كل الهاكرز العرب إلى توحيد القوى في مواجهة إسرائيل «العدو الأكبر للمسلمين». كما دعا الهاكرز الأتراك للمشاركة في الحرب هذه ضد مواقع الجيش والاستخبارات الإسرائيلية ووكلائهم.