اسرائيل تحتاج لزعيم

اسرائيل تحتاج لزعيم
الخميس ٢١ يونيو ٢٠١٢ - ٠١:٢٢ بتوقيت غرينتش

في مساء يوم الاحد ساد شوارع الحي الذي أسكنه في تل ابيب هدوء غريب، هدوء شديد وغريب جدا، حتى إنني وقفت عند النافذة لأرى هل تم وقف حركة السير وحدث شيء ما. لكن لا. في الساعة العاشرة إلا ربعا مع صافرة الافتتاح حُسم الامر. رونالدو في مقابل فان بارسي. والبرتغال في مقابل هولندة. أي لذة. شعب اسرائيل حي مبتهج. وفي هذا الصيف تنتظره مفاجآت، فبعد الدوري الاوروبي 2012 سيأتي نضال وجوكوفيتش وفيدرر الى ويمبلدون. وتنتظرنا قريبا الالعاب الاولمبية في ساعة مناسبة.

تحتاج دولة في ضائقة ضحت في 1973 وفي 1982 بكثير من أبنائها على مذبح 'لم يكن وضعنا قط أفضل' و'حرب اختيارية' على عجل لا يفوقه شيء، الى زعيم يقول ان هاتين الحربين اللعينتين سيتم تذكرهما في حنين اليهما في ايام حرب اسرائيل وايران. زعيم بدل ان يوصي بنقاش معلن في شأن الهجوم على ايران، يقود ويُصرف هذا النقاش. وبدل ان يلهو بتشمبرلين وتشرتشل يثير قبل كل شيء اسئلة كم من الوقت سيؤخر الهجوم الاسرائيلي احراز ايران للقدرة الذرية هل نصف سنة أم سنة أم سنتان؟ ثم ماذا يكون بعد الدم والدموع؟ هل يصبح الشرق الاوسط مثل اوروبا؟.

تحتاج دولة في ضائقة الى زعيم يعارض في صفاء ذهن ونقاء بال وبكل طريقة عمل ممكنة، هجوما على ايران ويُبين لنا مبلغ كونه محسوسا ويُعرض مستقبلنا في الشرق الاوسط للخطر. ويُصدق على رؤوس الأشهاد ان بنيامين نتنياهو واهود باراك قد يأمران بالهجوم على ايران حتى بغير موافقة امريكية، وان افتراض العمل هو ان الولايات المتحدة ستضطر بعد ذلك الى التسليم بهجوم اسرائيلي وأن هذا الافتراض ليس ثمرة خيال مريض للصحفيين. ويكون زعيما لا يستهين بمحاولات محادثة ايران أو تشديد العقوبات عليها ويعطي ذلك الدعم والموافقة.
اجل تحتاج هذه الدولة الى زعيم يقود معارضة الحرب قبلها لا بعدها، ويفعل كل ما يستطيع لمنع وقوع الضحايا والجنازات وحركة الاحتجاج ولجنة التحقيق. ويستمع لخطبته في الميدان مئات الآلاف قبل سقوط الصواريخ لا في الهدنة الاولى أو الثانية بين السقوطين. زعيم لا يشغل نفسه بالعامل النفسي وببواعث الصلفين بل يطلب اليهم أجوبة عن اسئلة سهلة مثل: لماذا وعلام نوشك ان نُقتل هنا؟ وكم من نظم صواريخ 'حيتس' ستحمي مواطني اسرائيل ومدارسها ورياض اطفالها ومؤسساتها واجهزتها في ساعة الطواريء؟ وهل يوجد في اسرائيل رئيس اركان (سابق) واحد يتفق في شأن ايران مع رئيس الاركان السابق باراك؟.
ربما بهذا نجد جواب كيف نشأت نظرية ان لاسرائيل بخلاف ايران قيادة عقلانية؟ نحتاج الى زعيم يدعونا نحن الاسرائيليين الذين أخرجتنا قبل سنة فقط اسعار الجبن وأجور الشقق الى الشوارع الى ان نخرج مرة اخرى الآن حقا لا بعد الحرب. بل قبلها. ونقف في الميدان وأمام بيوت ومكاتب الناس الذين كانت حكمتهم وحنكتهم العنوان الأكبر لتقرير 'مرمرة'، وستكون هذه بشرى الخير قبل الايام السوداء التي سيجلبونها علينا اذا لم نردعهم. وسيكون من اللذة الخالصة أن نأسى لهذه القائمة.

نيفا لنير

هآرتس 20/6/2012

تصنيف :
كلمات دليلية :