إرث اليأس

إرث اليأس
الثلاثاء ٠٣ يوليو ٢٠١٢ - ٠٣:١٩ بتوقيت غرينتش

اسحق شامير، رئيس الوزراء السابع لاسرائيل، قضى نحبه يوم السبت وخلف وراءه إرثا سياسيا خطيرا يزرع اليأس. محبو طريق شامير في اليمين الاصلاحي يتذكرون ايجابا تمسكه بفكرة بلاد اسرائيل الكاملة واقامة المستوطنات في كل موقع. وهم يرون فيه نموذج الزعيم الايديولوجي المتواضع، الذي لا يتخلى عن مبادئه. ولكن الحقيقة هي أن شامير جعل انعدام الفعل السياسي سياسة والحفاظ على الجمود هدفا. وهذه أدت ضمن امور اخرى الى اندلاع الانتفاضة الاولى. تدخله الفظ باحباط الاتفاق الذي حققه شمعون بيرس مع الملك حسين في 1987، والذي عرف باتفاق لندن، أدى على ما يبدو الى تفويت لآخر تعيس لفرصة سياسية.

كما أن الثناء الذي أغدقوه عليه بفضل تجلده في حرب الخليج الاولى كان مبالغا فيه اذا أخذنا بالاعتبار حقيقة أن الولايات المتحدة لم تترك مجال مناورة واسع في يد اسرائيل، حين أمرتها الا تتدخل في ما يجري. وغداة الحرب استجاب شمير لدعو جورج بوش المشاركة في مؤتمر السلام الاقليمي الذي عقد في مدريد. واعترف لاحقا بانه استجاب رغم أنفه للمبادرة الامريكية، كي يحافظ على العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة. وانه قصد جر الارجل الى ما لا نهاية في غياهب المسيرة السياسية. ولكن رفض حكومة شمير تجميد البناء في المستوطنات أدى الى احدى الازمات العسيرة بين واشنطن والقدس، حين جمد بوش ضمانات بمبلغ 10 مليار دولار طلبتها اسرائيل لاستيعاب الهجرة.

بنيامين نتنياهو، هو لشدة الاسف مواصل درب شامير في رئاسة الوزراء وفي قيادة الليكود. نتنياهو هو الاخر استجاب لمبادرات امريكية، طالما ليس فيها ما يهدد سلامة البلاد ويمس بمشروع الاستيطان. هو أيضا حاول، بل ونجح في تجنيد يهود أمريكا والكونغرس لصد مساعي الرئيس الامريكي في دفع المفاوضات مع الفلسطينيين الى الامام. سياسة شمير ابعاد التسوية مع الفلسطينيين والاحتمال للسلام مع الدول العربية هي أيضا سياسة رئيس الوزراء الحالي، تلميذه الواضح.

أسرة التحرير

هآرتس

2/7/2012

تصنيف :
كلمات دليلية :