عودة بندر بن سلطان: أي دور جديد للسعودية؟

عودة بندر بن سلطان: أي دور جديد للسعودية؟
السبت ٢١ يوليو ٢٠١٢ - ٠٤:١٧ بتوقيت غرينتش

قالت صحيفة "الاخبار" اللبنانية، إن أمر الملك السعودي بتعيين الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز رئيسا للاستخبارات العامة، في هذا الوقت الإقليمي الحرج، يعني ان الرياض قررت إدخال رجلها الحديدي الى الملعب، عبر تعيين بندر بن سلطان، المعروف بصلاته القوية بأميركا وتاريخه الدبلوماسي والعسكري والاستخباري العريق، رئيساً للاستخبارات العامة.

وأضافت الصحيفة انه "في خضم نزاعات مفصلية تعيشها المنطقة، وفي ظل مملكة يتهاوى ملوكها واحداً تلو آخر بسبب الشيخوخة، جاء تعيين الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز (62 عاماً)، أول من أمس، رئيساً للاستخبارات العامة في السعودية، خلفاً للأمير مقرن بن عبد العزيز، ليتولاها الى جانب منصب الأمين العام لمجلس الأمن الوطني.

بندر بن سلطان ليس بالشخصية العادية بين أمراء المملكة. هو رجل نافذ له علاقات قوية في واشنطن، حيث كان سفيراً للمملكة لأكثر من 23 عاماً (ما بين 1983 حتى 2005).

وقد شهد الأمير السعودي محطات مفصلية في تاريخ العلاقات السعودية ــ الأميركية، خلال وجوده سفيراً، منها حربا الخليج الفارسي الأولى والثانية، وغزو العراق وهجمات 11 أيلول ثم غزو أفغانستان.

وبحسب الكاتب الأميركي بوب وودود، فإن جورج بوش الابن أبلغه قبل وزير خارجيته كولن باول بخطة الغزو الأميركي للعراق في 2003.

ورأى السفير الأميركي السابق لدى الرياض، روبرت غوردان، أن بندر «من خلال رئاسته لمجلس الأمن الوطني لديه إدراك جيد للغاية بأجهزة الاستخبارات»، مشيراً إلى أنه كان مشاركاً في القضايا الأمنية السعودية على أعلى مستوى على مدى السنوات العشر الماضية.

وأضاف أنه عمل عن قرب مع بندر في ذلك الوقت، وقال إن تعيينه قد يساعد في تعزيز التحالف بين واشنطن وأقرب حلفائها العرب.

بدوره، اعتبر المحلل السعودي جمال خاشقجي، المقرب من العائلة المالكة، أن «هناك شعوراً بحاجة المملكة إلى جهاز مخابرات أقوى، وللأمير بندر تاريخ في هذا المجال».

وأضاف أن «السعودية تشهد ميلاد شرق أوسط جديد مع انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأنها تشعر بالقلق تجاه الأردن ولبنان».

وبحسب «وول ستريت جورنال»، فإن الأمير مقرن تعرّض أخيراً للانتقادات في الغرف المغلقة من قبل الدبلوماسيين، وعلناً من قبل سعوديين على «تويتر»، بسبب عدم فعاليته كرئيس للاستخبارات السعودية. لكنها أشارت الى أن تعيين بندر هو مؤشر على أن السعودية قد تلعب دوراً مؤثراً أكثر في التغييرات الجارية في العالم العربي، وخصوصاً في سوريا.

ونقلت عن الخبير السياسي، عبد الله الشمري، قوله «في هذه اللحظات الحرجة للسياسة الخارجية السعودية، نحن نحتاج الى بندر بن سلطان. هو بركان. ونحن نحتاج الى بركان في هذه اللحظة».

وأشار الشمري الى العلاقات النافذة لبندر مع واشنطن، والى التشابه بين العمل الأميركي السعودي المشترك خلال الثمانينيات ضدّ السوفيات في أفغانستان، والظروف الحالية في سوريا، حيث يتعين عليهما أن يواجها الاعتراضات الروسية على عمل أقسى ضدّ نظام بشار الأسد.

ورأى المحلل السياسي في معهد الخدمات الملكية المتحدة في قطر، مايكل ستيفنز، أن الاجتياح السوفياتي لأفغانستان كان سبباً رئيسياً لإقامة بندر علاقات طيبة مع الصين، مضيفاً «اذا أرادوا أن يحسنوا الانخراط المتعدد في المسألة السورية، فان بندر هو رجلهم». مع ذلك، أشار الى أن الاستخبارات السعودية لم تكن تقليدياً مكاناً لتحقيق أهداف السياسة الخارجية.

وبالنسبة إلى الأسباب المتعلقة بضعف الأمير مقرن، والتي قالت «وول ستريت جورنال» إنها انتشرت على «تويتر»، فهي تعني على وجه التحديد تغريدات «مجتهد»، التي نشرها قبل 9 أيام.

ويقال إن هذا الأخير من داخل الأسرة المالكة ويتعمد كشف خباياها في تغريداته. قال «مجتهد» في تغريدات متتالية إن «تتابع فشل جهاز الاستخبارات السعودي في مصر والعراق وإيران وقضايا أسهل مثل قضية (الأميرة) سارة، دفع الملك إلى طلب مساءلة العاملين من وراء مقرن فتوصل للتالي: يجمع العاملون في الاستخبارات من مدنيين وعسكريين على أن مقرن لا يعرف شيئاً عن العمل في الاستخبارات وأنه مشغول بملاذ الحياة المحرمة من نساء وخمور. ويؤكدون أنه ترك الاستخبارات بالكامل لمدير مكتبه «الحواس»، الذي كان معه في الإمارة، وقد فوضه صلاحيات كاملة تتفوق على صلاحيات عبد العزيز بن بندر».

وأضاف أن «عبد العزيز بن بندر على درجة لا بأس بها من المهنية لكنه لا يستطيع أن يخاطب الجهات الأخرى، إلا من خلال الحواس وهو يترفع عن ذلك بصفته من آل سعود».

وأشار الى أن معدّ التقرير فوجئ «بأن العاملين متضايقون من حرمانهم من العلاوات والانتدابات والنفع المادي التي تعودوا عليها أيام نواف ولم يحملوا همّ العمل نفسه».

وتابع «يقول العاملون في الاستخبارات إن تركي الفيصل كان مهنياً وجاداً، رغم سرقاته المالية ونواف كان يكرمنا مادياً، أما مقرن فلا في العير ولا في النفير»، قبل أن يخلص الى أن «الظريف أن مقرن يعيش عقدة نقص مع إخوانه كونه يرى نفسه أقل منهم عنصرياً من جهة أخواله ويتعامل معهم تعامل العبد مع السادة دون تكلف منه».

مهما تنوعت الأسباب، على الأرجح أن المملكة لجأت الى أميرها الحديدي لإيكاله مهمة خطيرة. وما يؤكّد ملامح خطورة هذه المهمة الزيارات الأخيرة التي أجراها المسؤولون الأميركيون للسعودية، وأيضاً اسرائيل. واللافت أن الأمير بندر كان يظهر دائماً في الصور التي توزعها وكالة الأنباء السعودية الرسمية الى جانب المسؤولين الأميركيين وبينهم رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية، دايفيد بترايوس.