الانتخابات الاميرکية و"اكذوبة الديمقراطية"

الانتخابات الاميرکية و
الثلاثاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٢ - ٠٦:٣٨ بتوقيت غرينتش

قد يكون من العبث توقع حصول أي تحول جوهري في الاستراتيجية الاميركية بعد نتائج الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها اليوم الثلاثاء (6-11-2012) في الولايات المتحدة، لان التجارب الماضية اثبتت ان الرئيس الذي يتسلم السلطة في واشنطن هو مجرد واجهة، وهو غير معني لا من قريب و لامن بعيد بادارة الملفات السياسية سيما الساخنة منها الا اذا اتته الاشارة من صناع القرارالحقيقيين للقيام بدور تمثيلي او استعراضي في هذا المضمار.

وازاء ذلك ليس عجبا ان يدخل البيت البيضاوي اناس يفتقرون حتى لابجديات  السياسة والتاريخ و الجغرافيا فضلا عن ادارة الحكم، لانهم اساسا يمثلون الشركات والاحتكارات الرأسمالية الكبرى في اميركا الامر الذي يجعلهم "دمى" لا اكثر تحركها المصالح الامبريالية من جانب والاجندات الصهيونية المكرسة لخدمة"اسرائيل" من جانب آخر.
من هنا تبدو الرغبة القوية لدى ابناء المجتمع البشري في ايجاد التغيير الاستراتيجي المنشود في الولايات المتحدة ،مجرد اضغاث احلام، ورهانا خاسرا، لانهم جربوا "رؤساء" الحزبين الرئيسيين بالبلاد "الجمهوري" و"الديمقراطي" على مدى اكثر من سبعين عاما، فكانت النتائج مخيبة للآمال من دورة رئاسية الى اخرى.
والواقع ان هذه الحالة تفسر الى حد بعيد تفاهة دور "سيد البيت الابيض" على مر التاريخ المعاصر، حتى بلغ المستوى ببعضهم  ،الانصراف الى "الجنس" والانغماس في" الاعمال اللااخلاقية" داخل القصر الرئاسي.
في ضوء هذا المشهد الهزلي يمكن لشعوب العالم، ادراك ابعاد تواصل (المؤامرة الاميركية ـ الاوروبية ــ الصهيونية) في العالم الاسلامي، والمحاولات الجارية لتصعيد الفوضى والاضطرابات و العمليات الارهابية  في سورية والعراق ولبنان، مع ان المعركة الرئاسية في الولايات المتحدة بين "ميت رومني" الجمهوري و"باراك اوباما" الديمقراطي، لم تحسم بعد، رغم ان المؤشرات تنبئ عن امكانية رجحان كفة الاخير في هذه الانتخابات الصورية وتمديد عهده لدورة ثانية امدها اربع سنوات.
  ويعود السبب في ذلک  ان اصحاب القرارات الحقيقية في اميرکا يعتقدون ان المجتمع البشري مافتئ يحتاج الي مثل هذه الفترة لنسيان عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن (2000-2008) الملئ بالحروب و الغزوات والاعمال المنافية للقيم الانسانية و الحضارية والشعارات الديمقراطية.
  ومع ذلک فقد رسم استمرار تفاصيل المؤامرة الاستكبارية، لوحة تراجيدية  وساخرة في ان معا ، لکن لصيقة جدا بالحقيقة، مضمونها ان نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية، لن تؤخر ولن تقدم شيئا في ما يجري من تدمير ومجازر دموية بالشرق الاوسط، لان الدوائر السياسية والعسكرية والاستخبارية الاميركية، وهي مؤسسات مستقلة تماما عن "البيت الابيض"  ما برحت تواصل مهماتها القذرة وبخاصة  في سورية الشقيقة.
و من المؤكد ان احتضان الدوحة لاجتماع المعارضة المتواطئة مع المشروع الصهيوغربي على بعد بضعة مئات من الامتار من القواعد العسكرية والجاسوسية الاميركية المحيطة بعاصمة اميرمشيخة قطر "حمد بن خليفة آل ثاني" وواعظه الديني "يوسف القرضاوي"، يقطع الشك باليقين ان " الرئاسة الاميركية" ليست سوى شماعة يعلق عليها (اباطرة النظام الرأسمالي ــ الصهيوني) مخططاتهم التسلطية والاستغلالية، في سبيل تضليل الرأي العام العالمي والانسانية جمعاء، ب"ديمقراطية الولايات المتحدة" التي برهنت على انها اكذوبة ، وجسر للعبور فوق جماجم ملايين البشر، لفائدة تأمين المطامع الامبريالية في المنطقة والعالم.

حميد حلمي زادة