ايران تحذر من امكانية انسحابها من "ان بي تي" اذا ما هوجمت

ايران تحذر من امكانية انسحابها من
الإثنين ٠٣ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٤:٤٩ بتوقيت غرينتش

فيننا (العالم) 03/12/2012- حذر مندوب ايران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية من امكانية انسحاب بلاده من معاهدة منع الانتشار النووي اذا ما تعرضت منشآتها النوية لعدوان، مشددا على ان طهران لن توقف تخصيب اليورانيوم لكنها ستواصل تعاونها الحثيث مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من اجل رفع نقاط الغموض المطروحة حول برنامجها النووي.

وقال مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية لقناة العالم الاخبارية الاحد: لقد اكدنا في جلسة مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية انه لا احد يجرؤ على مهاجمة ايران، وان ايران سترد على اي حماقة بقوة، وان ذلك ستكون له انعكاسات على الوكالة ومعاهدة الان بي تي.
واضاف : يمكن عندها ان يضغط مجلس الشورى الاسلامي في ايران على الحكومة لتقليل مستوى التعاون مع الوكالة الدولية او حتى الخروج من معاهدة الان بي تي.
ايران لم تحصل على غير التبعات السياسية من عضويتها في "ان بي تي"
واشار مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية الى ان ايران لم تحصل على شيء من عضويتها في معاهدة منع الانتشار النووي، الا التبعات السياسية والمشاكل والحظر، لكن الدول غير الاعضاء في المعاهدة لا تعاني من هذه المشاكل، كما ان كيان الاحتلال الذي لم يوقع المعاهدة ولم تخضع منشأته النووية للتفتيش من قبل الوكالة الدولية لا يعاني من اية مشكلة.
وانتقد المعايير المزدوجة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واكد ان ايران ابدت ضبطا كبيرا للنفس حيال الان حتى الان، وابدت اقسى درجات التعاون مع الوكالة، لكن ربما لا يمكنها ابداء المزيد من ذلك.
واكد سلطانية ان كل النشاطات النووية في ايران تتم تحت اشراف ومراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنها تواجه الحظر، بالاضافة الى اغتيال علماءها على يد كيان الاحتلال الاسرائيلي وبحماية ودعم من الولايات المتحدة، مشددا على ان بلاده ورغم ذلك ستواصل التعاون بجدية مع الوكالة الدولية.
ايران ستعوض اية خسائر تنجم عن اي ضربة محتملة
واوضح مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية ان ايران تملك تقنية تصنيع مختلف الاجهزة في المنشآت النووية ومنها اجهزة الطرد المركزي، واذا ما تعرضت منشأتها لهجوم فانها ستعوض عن ذلك بسرعة، مبينا ان ايران تصنع كل القطع التسعين التي تتكون منها اجهزة الطرد المركزي، وستقوم بنقلها الى مواقع اكثر امنا، داعيا الغرب الى ان يقبل بهذا الواقع.
الحظر الغربي يستهدف المواطنين خاصة مرضى السرطان
واعتبر مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية ان الحظر الغربي على ايران يستهدف المواطنين وخاصة مرضى السرطان، لكن اجهزة الطرد المركزي تزيد يوما بعد يوم، مشيرا الى ان ايران اعلنت للوكالة انها ستواصل تعاونها معها لكنها لن توقف تخصيب اليورانيوم.
وتابع ان المنشآت والنشاطات النووية في ايران تخضع بشكل دائم للتفتيش والمراقبة، منوها الى ان كاميرات المراقبة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعمل في منشآت نطنز وفوردو على مدار الساعة.
الغرب يبقي ملف ايران مفتوحا لتوجيه الاتهامات لها
واضاف سلطانية: انهم يبقون ملف ايران مفتوحا من اجل توجيه الاتهامات له معتبرا ان ايران وعلى مدى العشر سنوات الماضية اثبتت ان الاتهامات لها خاصة حول وجود ابعاد عسكرية في برنامجها النووي لا اساس لها.
واشار الى اتهامات الوكالة الدولية لايران بوجود نشاطات نووية عسكرية في مجمع بارتشين للتصنيع العسكري، وذكر انه رافق مفتشيها في عام 2004 و2005 الى المجمع، وقاموا باخذ العينات وتحليلها في المختبرات، وقد اعلن حينها مدير الوكالة البرادعي انه لا دليل على وجود مواد وانشطة نووية، كما ان مساعده وفي زيارة ثانية اعلن ان موضع بارتشين اصبح من الماضي وان الشبهات حوله تم رفعها بالكامل.
كما اشار مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية الى ان الحرب على العراق كان على اساس ادعاءات غير حقيقية اضرت كثيرا بسمعة الولايات المتحدة، وتين ان كل تلك المزاعم بوجود اسلحة دمار شامل كانت تهدف الى تبرير احتلال العراق، معتبرا ان ابقاء الغرب ملف البرنامج النووي الايراني مفتوحا يهدف الى تحويل الوكالة الدولية الى منظمة تجسسية امنية.
صمود ايران تاريخي، ومفاوضات جديدة هذا الشهر
ووصف سلطانية صمود ومقاومة ايران امام الضغوط الغربية فيما يتعلق ببرنامجها النووي بانها تاريخية، منوها الى دعم دول حركة عدم الانحياز الـ 120 لايران في مواجهتها مع الغرب.
واكد ان ايران قبلت باستئناف المفاوضات مع الوكالة ومجموعة 5+1 من اجل تحديد اطار لها والرد على التقرير الاخير لمدير الوكالة الدولية والذي اتسم بالمبالغة والاتهامات بوجود ابعاد عسكرية في برنامجها النووي.
وتابع مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية ان ايران قامت بعدة جولات من المفاوضات، وستخوض جولة اخرى في الـ 13 من ديسمبر في طهران، مطالبا الوكالة الدولية بالاهتمام بمطالب وملاحظات ايران في المفاوضات.
ايران تطالب الوكالة بضمانات امنية، والاتفاق ممكن
واوضح سلطانية ان ايران تطالب بتضمين محاضر المفاوضات نصوصا تعطي لايران ضمانات بمراعاة القضايا الامنية ومحافظة الوكالة على المعلومات التي تحصل عليها من ايران، كما يجب على الوكالة ان تقدم مستنداتها حول الاداعهات التي تطرحها ضد ايران.
وشدد على وجود امكانية للتوصل الى اتفاق اذا ما اخذ الطرف الاخر القضايا الخلافية بين ايران والوكالة، والتي اعتبر انها هي ما اعاق التوصل الى اتفاق خلال السنة الماضية، مؤكدا ان من حق ايران ان تطمئن على ان ملفها سيتم اغلاقه في النهاية وبعد كل هذا التعاون المستمر من جانبها مع الوكالة الدولية.
قرارات مجلس الامن غير قانونية، والملف سياسي
ووصف مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية قرارات مجلس الامن ضد ايران على خلفية برنامجها النووي بانها لا اساس لها من الناحية القانونية، واشار الى انه اثبت ذلك في مجلس حكام الوكالة بخمسة ادلة قانونية، وان استمرار اقحام مجلس الامن في هذطا الامر سيعقد الامور ويزيد المشكلات، داعيا الى توقف تدخل مجلس الامن في ذلك، حتى تواصل ايران من جانبها ايضا التعاون مع الوكالة.
واكد ان ملف البرنامج النووي الايراني امر فني بحت، لكنه في الاعوام الاخيرة تم تسييسه، في وقت تواصل فرق التفتيش التابعة للوكالة اعمالها في منشآت نطنز ومفاعل بوشهر، معتبرا ان الاتهامات الغربية لايران بانها كانت بصدد اجراء تجارب وابحاث نووية عسكرية، هي اتهامات سياسية وتطرح من قبل الولايات المتحدة.
واضاف سلطانية:ان ايران حذرت هؤلاء ايضا من انهم يجب ان يوقفوا التعامل المسيس من اجل حل هذا الملف بشكل كامل ونهائي، منوها الى استعداد ايران لعقد مفاوضات بهدف رفع كافة نقاط الغموض، على ان يكون ذلك في اطار ووتحت ضوابط محددة.
وبين ان ذلك كله خارج نطاق معاهدة الان بي تي، وان هذا الاطار يجب تحديده، داعيا الدول الغربية الى اعطاء ضمانات لايران بالتوقف عن توجيه الاتهامات السايسية لها.
مشروع الخطوة بخطوة يجب ان يكون متبادلا
وتابع مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية ان مشروع الخطوة بخطوة يجب ان يكون متبادلا، بمعنى ان اي خطوة من جانب ايران من اجل اثبات حسن النوايا، يجب ان يقابلها خطوة من الطرف الاخر.
تأجيل مؤتمر نزع السلاح كشف وجه اميركا الى الابد
واشار سلطانية الى اعلان الولايات المتحدة تأجيل مؤتمر نزع السلاح النووي من الشرق الاوسط والذي كان مقرا عقده في فنلندا وذلك لمنع طرح موضوع ترسانة كيان الاحتلال الاسرائيلي النووية العسكرية.
واعتبر ان هذا الموقف عرى الى الابد ومرة واحدة الوجه الاميركي القبيح في الدفاع عن كيان الاحتلال، منوها الى الدول الاعضاء في مجلس حكام الوكالة انتقدت جميعا الموقف الاميركي الاحادي الجانب، فيما اصدرت الجامعة العربية وايران بيانات ادانة شديدة اللهجة استهجانا للموقف الاميركي واحتجاجا عليه، كما ان روسيا والصين والبرازيل والاتحاد الاوروبي ودول اخرى اعربت عن اسفها لمثل هذا لقرار.
وحذر مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية الولايات المتحدة من انها تعرض نفسها لمزيد من العزلة باستمرارها في دعم كيان الاحتلال، معتبرا ان هذا الموقف الاميركي اثبت صدقية ايران في دعوتها الى شرق اوسط خال من الاسلحة النووية.
تبريرات اميركا غير مقنعة وادانات واسعة
وتابع سلطانية ان الدول الاعضاء في مجلس حكام الوكالة رفضت جميعا كل الادلة التي حاولت الولايات المتحدة تسويقها اليهم لتبرير قرار تأجيل مؤتمر نزع السلاح النووي في الشر ق الاوسط، معتبرا ان قرار اميركا اذا كان من اجل ضمان امن الكيان الصهيوني او تحقيق المزيد من التطبيع معه فان هذا الامر لن يتحقق.
واوضح مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية ان الفكر الصهيوني واحتلال الاراضي الفلسطينية وتهديدات كيان الاحتلال لدول المنطقة وامنها، يمنع اعتراف كثير من الدول ومنها الجمهورية الاسلامية في ايران بهذا الكيان، منوها الى ان الولايات المتحدة قررت تأجيل المؤتمر وليس الغاءه لانه ليس بمقدور اي طرف ان يلغي هذا المؤتمر.
واشار الى ان مؤتمر الان بي تي في عام 2010 في نيويورك قرر بالاجماع عقد مؤتمر نزع السلاح النووي في الشرق الاوسط في عام 2012، معتبرا ان قرار الولايات المتحدة تأجيله يمثل مخالفة لقرار اجتماع نيويورك الذي صوتت له واشنطن نفسها، ما يدل على ان الولايات المتحدة لا تلتزم بالقوانين  والقرارات الدولية.
MKH-2-21:35