السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي..

خطاب الاسد متكامل وينطق بوطنية ويدعو للحوار

خطاب الاسد متكامل وينطق بوطنية ويدعو للحوار
الأربعاء ٠٩ يناير ٢٠١٣ - ١١:٢٢ بتوقيت غرينتش

بيروت (العالم) ‏09‏/01‏/2013 قال السفير السوري في لبنان إن ردود أفعال البعض ضد خطاب الرئيس السوري بشار الأسد لم يكن في معاييرها الدم السوري ومصالح الشعب، مؤكدا أن خطاب الأسد ركز على السيادة ورحب بأي جهد للخروج من الأزمة، وأن الكثيرين رأوا خطاب الأسد متكاملا وينطق بوطنية عالية.

وقال علي عبد الكريم علي في حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية مساء الثلاثاء إن خطاب الرئيس الأسد ركز على معنى السيادة بدرجة كبيرة، وركز على حق الشعب السوري في إستعادة أمنه وإستقراره وسلامه الداخلي، وعلى ثوابت سوريا التي يراها هو وكل الغيورين على البلاد وموقعها بأنها كانت السبب في الحرب ضدها. 
وأضاف علي: إن هذه الثوابت هي الحفاظ على السيادة ورفض التفريط بالأراضي المحتلة، ودعم المقاومة لإستعادة الحقوق والحفاظ عليها. 
خطاب الأسد رحب بأي جهد للخروج من الأزمة ودعا للحوار
وأوضح أن "الرئيس في خطابه رحب بكل الجهود التي تساعد السوريين للخروج من هذه المحنة، ورحب بالجهود التي تغار على السوريين وتدعو للحوار"، وأنه دعا للحوار كل أطياف الشعب السوري، وأن "هذه القوى الخارجية التي تحرض على وقف الحوار ومنعه، وتدعم بالسلاح والمال وبالحقائق المقلوبة التي توضف لها فضائيات ووسائل إتصال من كل العالم"، تسعى لإلغاء منطق الحوار ومنع وجوده بين السوريين. 
ردود الأفعال ضد خطاب الأسد لم تأخذ الدم السوري بعين الإعتبار
وقال: إن تصريحات وردود أفعال البعض ضد خطاب الرئيس الأسد لم يكن في معاييرها الدم السوري ومصالح الشعب والسلم الإقليمي والسيادة الوطنية ومعاني الكرامة الإنسانية، ولم تأخذ بعين الإعتبار الوحشية لدى المسلحين المستقدمين من مختلف بقاع الدنيا ومن جنسيات مختلفة أقرت بها الأمم المتحدة وعددتها بـ 29 جنسية. 
وأكد السفير علي أن الحوار إذا لم يكن سوريا سوريا، فلا يمكن إيجاد مخرج فيه كرامة للمواطن السوري، قائلا إن الكرامة هي مقياس لكل السوريين معارضة وموالاة، وإن بعض ردود الأفعال ضد خطاب الاسد هي "تعبير عن إحباط، لان القابلية لدى النسبة الكبيرة جدا من السوريين هي لوقف هذه المجزرة التي يرتكبها الآخرون"، معتبرا أن "من أفتك هذه الأسلحة هي الإعلام الذي يقلب الحقائق". 
وحول تصريحات الناطقة بإسم الخارجية الاميركية بعد خطاب الرئيس الأسد بأنه متمسك بالسلطة، قال علي: "كيف يتمسك بالسلطة وهو يطرح ميثاق ويطرح كل مراحل الحلول والمقترحات، وطرح (الأسد) أن تعرض على الإستفتاء الشعبي وأن يكون الناس هم الفيصل فيها والحكم". 
وتابع: "الشعب هو الذي يقرر وليست الخارجية الأميركية أو البنتاغون أو الحكومة البريطانية أو التركية أو المال القطري، كل هؤلاء ليسوا هم الذين يقررون نيابة عن الشعب السوري"، معتبرا ان ما طرحه الاسد "اسنده الى الفيصل في هذا الأمر وهو الشعب السوري"، قائلا إن السوريين عندما يجتمعون في حوار ويتفقون على قواسم مشتركة، هي التي يؤخذ بها والإستفتاء هو الذي يحدد. 
معارضة الخارج وصف نفسها بالعمالة بإجتماعها بقطر
وقال "إن الرئيس الأسد لم يتهم المعارضة في الخارج بالعمالة، بل أنها وصفت نفسها بذلك عندما إجتمعت في قطر والسفير الأميركي هو من كان يقود العملية"، موضحا أن هناك كما من الجهود والاموال والضغوط التي بذلت لتشكيل مايسمى مجلس إسطنبول وليستمر، وبعد إنسحاب أعداد منه جرى تركيب هذا "الإئتلاف". 
وتابع علي: هؤلاء يعرفون رصيدهم في الداخل، ولو كان لهم الرصيد الذي يسمح لهم برفع الصوت، لكانوا قبلوا بالحوار وقبلوا بصندوق الإقتراع، لأن في ساعتها سيكون الشعب هو الذي يختارهم". 
واشار الى أن خطاب الاسد فيه "إحترام للدم الذي سفك في سوريا، ولكرامة المواطن السوري وللأمن الذي إفتقد"، وأنه فيه "لغة عاطفية ولغة حازمة في نفس الوقت"، مبينا أن هذا الحزم مبني على الإستطلاع الذي يقدمه الشارع السوري يوميا، وعلى الحاضنة الشعبية التي اكدتها إنتصارات الجيش وثباته وتماسكه "رغم كل الجهد الدولي والإقليمي والمال الذي يدفع". 
تنحي الاسد أو بقاءه ليس خيارا بيد أميركا أو فرنسا أو غيرها
وقال إن هناك دول تطرح تنحي الرئيس السوري، وهذا "ليس قرارهم وليس خيارهم، وهو شأن الشعب السوري، وهم يتناقضون مع كل الأعراف والمواثيق في الأمم المتحدة وفي بلدانهم أيضا"، مؤكدا أنه أمر ينتقص من السيادة السورية. 
وأوضح أن في سوريا "قامات كبيرة ووطنيون كثيرون والذين يحق لهم أن يتصدروا لمهمة رئيس الجمهورية كثر"، مؤكدا أن هذا المنصب لا يحدد من قبل الدوائر البريطانية أو الفرنسية أو الأميركية أو التركية. 
إجتماع الحكومة لتنفيذ مبادرة الاسد دليل جدية لحل الأزمة
واعتبر إجتماع الحكومة لتنفيذ التكليف الرئاسي الذي دعا إليه الأسد بأنه دليل جدية في البحث عن مخرج للأزمة المركبة، وإشراك كل أطياف المجتمع السوري في البحث عن مخارج الشراكة في حوار يكون فيه البحث عن قواسم تخرج فيه سوريا من هذه المحنة وتفشل كل الرهانات الخارجية. 
وقال: يجب أن نحاكم أقوال ومواقف وتصريحات المعارضة الخارجية، وأي قوى على الأرض السورية يمثلون هم، وعندما تتوجه الحكومة السورية او أي مبادرة للحوار تتوجه الى أطياف المجتمع السوري، فبعض الأحزاب لها رصيد وبعض المستقلين لهم رصيد أيضا. 
واضاف: عندما يأتي الحوار لتشارك فيه كل هذه القوى، وأن يأتي بعض الذين لهم صوت عال بفعل دعم إعلامي أو مالي أو تسويق من دوائر سياسية معينة، هذا لا يعني أنهم يشكلون تمثيلا في الشارع السوري أو لدى الشعب، الحوار مطروح على الجميع وتحديد من سيشارك ممن لا يشارك مبكر الآن. 
ودعا الى ان يترك لكل السوريين التفكير بأسس الحوار وبمنطقه، وليختلفوا ما شاء لهم الإختلاف على طاولة الحوار، ويتفقوا بعدها على قواسم مشتركة، قائلا إن رغبة السوريين كبيرة في الإستجابة للحوار والمشاركة فيه، وهذه الرغبة نابعة من حجم الفجائع والكوارث والخسائر التي تدفعهم الى حوار يتفقون فيه على كيفية الخلاص من هذه المحنة التي شارك فيها أعداء هذا الوطن. 
وقال: كل سوريا متدينة مسلمة ومسيحية، والإسلام الذي يعني السلام الداخلي ويسهم في المعادلة الداخلية لنفس كل منا هو شيء، والذي يحتمي بالإسلام ليكون رمزا للتطرف أو أداة سياسية لقوى خارجة هو شيء آخر، والطرح الذي يتبناه شخص أو تنظيم ما ويستقوي بسلاح ومال ودعم ومخططات الآخرين هذا لا يعني أنه ممثل للشعب السوري. 
الكثيرون رأوا أن خطاب الأسد متكامل وينطق بوطنية عالية
واشار الى أن هناك الكثير ممن رآى في خطاب الأسد بأنه متكامل وينطق بوطنية عالية، وأنه معبر عن طموحات شعبه وآلامهم، ورأوا فيه منطق الواثق والمطمئن  الى رصيده في مؤسساته في الجيش والحاضنة الشعبية، وأنه يجب النظر الى هذا الإتجاه أيضا وعدم التوقف عند السوداوية المقصودة من البعض ضد خطاب الاسد. 
وقال: إن مصلحة أميركا ومصلحة الغرب أن لا تكثر الخسائر بالنسبة لهم، وبعد سنة وعشرة أشهر أدركوا أنهم كانوا في رهان خاسر، وما تصنيف أميركا لجبهة النصرة بأنها منظمة إرهابية، وهي ولدت من رحم تشكيلات المعارضة التي دعمتها وسوقتها ومولتها او غضت النظر في احسن الحالات عنها، إلا إستدراك لمثل هذا الخطأ. 
AM – 08 – 21:58
 

كلمات دليلية :