تناقض موقف الرياض من سورية

تناقض موقف الرياض من سورية
الخميس ٢٤ يناير ٢٠١٣ - ٠٤:٢٢ بتوقيت غرينتش

إن ما تبثه بعض وسائل الإعلام هو عار عن الصحة وسأقول للجميع بأنهم كاذبون لأن الوضع مختلف تماماً عما نراه، الإرهابيون المدعومون في سوريا مدانون بشدة وإلى حدٍ كبير بغض النظر عن اتجاه إرهابهم سواء إلى المدنيين أو الصحفيين أو مؤسسات الدولة التي هي ملك للشعب وليست ملكاً للحكومة إنما يسمى بالجيش الحر أو ما يسمى بالمعارضة السورية وغيرهم هم مجموعة من الإرهابيين.

الموقف السعودي الرسمي تجاه ما يحدث في سورية ولا سيما الدعوة الصريحة للمسؤولين السعوديين لتسليح المجموعات المسلحة التي تقاتل الجيش النظامي السوري ليس إلا تدخلا بالشأن الداخلي السوري كما تقول دمشق وهو يتناقض بقوة مع موقف الرياض من الأزمة التي تعيشها مصر اليوم والذي يستند إلى مبدأ عدم التدخل بالشأن الداخلي المصري رغم شكوك الكثيرين بذلك . ولكن المهم هو هذا التناقض الذي تعيشه السياسة الرسمية السعودية والذي عبرت عنها تصريحات لوزير الخارجية سعود الفيصل .

تقرير... تسليح المعارضة واجب أعتقد لأنه لا تقدر أن تدافع عن نفسها إلا بالأسلحة للأسف.. ونرى في تشكل الائتلاف السوري الجديد خطوة إيجابية مهمة تجاه توحيد المعارضة تحت لواء واحد.

قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن الانتقال السياسي للسلطة في سوريا، أصبح أكثر حتمية وضرورة للحفاظ على سوريا أرضاً وشعباً .

ورأى أن "المعارضة والإئتلاف قادران على إدارة الوضع في سوريا ما بعد الرئيس بشار الأسد .

وفي نفس المؤتمر الصحفي أبدى الوزير السعودي موقفا مناقضا لموقفه من سورية حيث أكد أن سياسة بلاده لا تتدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية التي تشهد احتجاجات على غرار البحرين والكويت .

نشهد الآن احتجاجات في دول مجاورة أخرى هي الأردن والكويت، إلى أي مدى هذه الاحتجاجات الشعبية في الكويت والأردن تقلق السعودية، هل هناك تخوفات من أي مد يأتي من هاتين الدولتين؟

في الواقع أنا أعتقد دون تدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول أنها الحس الوطني فهيا هو ضمان الذي سيكون الحق استقرارها واستقلالها.

وحول الاحتجاجات في مصر أكد وزير الخارجية السعودي أن ما يحدث في مصر "شأن داخلي" وأن الشعب والحكومة المصرية أدرى بشؤونهم ،في الواقع هذا شأن داخلي المنظور أن لا نتدخل فيه، والإجابة على هذا السؤال سنتجاهل أن نتدخل في الشؤون الداخلية، الأخوة المصريين أدرى بما هي احتياجات بلدهم في هذه الفترة.

الرياض التي تعطي لنفسها حق التدخل في الشأن السوري الداخلي دون دول عربية أخرى ولو بالموقف الرسمي على الأقل . تقف حيال الاحتلال الإسرائيلي موقف الداعي للتسوية معه . وفيما ترفض المملكة العربية السعودية الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة تصر على الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلى هذه التسوية , لا بل تنتقد كل من يقاوم هذا الاحتلال.

تقرير... دعا العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز خلال اتصال هاتفي مع الرئيس المصري مرسي إلى ضرورة ''تحكيم العقل'' في الأحداث التي تدور في غزة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن العاهل السعودي أجاب على الرئيس المصري محمد مرسي ''بأنه لا بد من تهدئة الأمور وإحكام العقل وألا يغلب الانفعال على الحكمة والتدبر .

الكلام المنسوب إلى الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز حول «إحكام العقل»، يصلح أن يكون صادرا عن ملك السويد. هذا ما كتبه خليل حرب في مفال في صحيفة السفير اللبنانية . وقال : بإمكان دولة كهذه، الخروج بكلام كهذا، وأن تقول في ما قد تقول كلاما عممته وكالة الأنباء السعودية، بانه «لا بد من تهدئة الأمور وإحكام العقل والا يغلب الانفعال على الحكمة والتدبر».

ورأى الكاتب أن الكلام الملكي السعودي يعيدك سريعا الى البيان الشهير خلال حرب تموز العام 2006. فما أن اندلعت الحرب حتى نقلت الوكالة السعودية بيانا صادرا عن «مصدر مسؤول» يقول إن المملكة ذاتها، «تود أن تعلن بوضوح أنه لا بد من التفرقة بين المقاومة الشرعية وبين المغامرات غير المحسوبة»، قبل أن يمنح «المصدر المسؤول» ما يشبه الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة الحرب عندما قال إن «الوقت قد حان لأن تتحمل هذه العناصر وحدها المسؤولية الكاملة عن هذه التصرفات غير المسؤولة وأن يقع عليها وحدها عبء إنهاء الأزمة التي أوجدتها».

وخلص الكاتب إلى القول المملكة ذاتها، وفي خلال أقل من 4 أعوام، تفلتت من الحكمة والتدبر. دخلت حربا ضد الحوثيين، أفقر قبائل الجزيرة العربية، ثم تدخلت عسكريا في البحرين لحماية نظام الملك الشقيق في مواجهة اكثر شعوب الخليج الفارسي تواقا للعمل السياسي. وعندما نظرت الى أزمة سورية، اكتشفت أن هناك شيئا سحريا يسمى «حرية»، فأمعنت في تسليحها.