عرض الفيلم الوثائقي المرشح للاوسكار في رام الله

عرض الفيلم الوثائقي المرشح للاوسكار في رام الله
الأربعاء ٣٠ يناير ٢٠١٣ - ٠٤:١٤ بتوقيت غرينتش

اختار المصور الفلسطيني عماد برناط ان يعرض فيلمه الوثائقي الطويل (خمس كاميرات مكسورة) المرشح لجائزة اوسكار للأفلام الوثائقية امام الجمهور الفلسطيني.

وقال برناط  بعد عرض فيلمه الذي يشاركه في انتاجه ناشط سلام يهودي جاي ديفيدي مساء الاثنين على خشبة مسرح قصر رام الله الثقافي 'لدي امل كبير ان افوز بجائزة الاوسكار بعد كل تلك الجوائز التي حصلت عليها بعد سنة ونصف من عرض الفيلم في العديد من المهرجانات الدولية.'
ويقدم الفيلم على مدار ساعة ونصف الساعة حصيلة سبع سنوات من التصوير لنضال سكان قرية بلعين شمال غرب مدينة رام الله ضد الجدار الذي اقامته السلطات الاسرائيلية على اراضيهم من خلال قصة المصور الشخصية.
وقال برناط 'هذا الفيلم يمثل وجهة نظري الخاصة وشهادتي على احداث قريتي في نضالها ضد الجدار. عائلتي حاضرة في الفيلم لانها تمثل حياة الفلسطينيين واطفال ولدوا وكبروا على اصوات الرصاص ومداهمة جيش الاحتلال لمنازلهم.'
ويوثق الفيلم الصراع الدائر بين الفلسطينيين والمستوطنين الصهاينة على الارض واساليب نضال سلمية متعددة بمشاركة متضامنين اجانب واسرائيليين يجري اتباعها لحماية الارض.
ويظهر الفيلم اصرار الفلسطينيين على التمسك بارضهم وعدم قبولهم بالامر الواقع حتى بعد اقامة سياج حديدي يصادر الاف الدونمات من ارضهم الذي نجحوا في الحصول على قرار من محكمة اسرائيلية لتغيير مساره.
ويقدم الفيلم العديد من الحوارات بين الناشطين في مواجهة الجدار وبين افراد من جيش الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين التي تتحول في كثير من الاحيان الى عنف قتل فيه عدد من الفلسطينيين على مدار السنوات السبع التي صورها.
ويجسد الطفل جبريل الابن الرابع لبرناط الذي ولد مع بداية انطلاقة المقاومة الشعبية لمواجهة الجدار في عام 2005 حياة اطفال يكبرون قبل اوانهم على صوت الرصاص وقنابل الغاز واعتقال ذويهم امامهم.
ويبرز الفيلم مشاهد متعددة للاطفال ودورهم في هذه المقاومة الشعبية منها قيامهم بمسيرة باتجاه الجدار حيث يتمركز الجنود مرددين شعار 'نريد ان ننام'.
وفي مشهد اخر يظهر الفيلم جنودا صهاينة وهم يقتحمون القرية لاعتقال اطفال من منازلهم لم تنفع صرخات امهاتهم بمنع اعتقالهم.
ويعرض الفيلم مسيرة عدد من شباب القرية الذين دفعوا حياتهم ثمنا لمشاركتهم في التصدي للجدار والتوسع الاستيطاني مستخدمين القابا عرفوا فيها في القرية منها الفيل والضبع ولكل له من اسمه نصيب.
ويروي برناط حكاية عنوان الفيلم التي تمثل الكاميرات الخمس التي تكسرت اثناء تصويره لمواجهات كانت تشهدها القرية.
ويحتفظ برناط بكاميرا من تلك الخمس كان لها الفضل في انقاذ حياته حيث استقرت فيها رصاصتان.
وقال 'انا مؤمن بان الموت قدر ولكن في احد المرات قام جندي باطلاق النار علي من على بعد ثلاثين مترا.. لكن الرصاصات اصابت الكاميرا بينما كنت اصور فيها مواجهات تجري بين الشبان وجنود الاحتلال.'
واضاف برناط الذي تعرض للاعتقال والاصابة خلال هذه السنوات السبع 'كنت دائما اشعر ان الكاميرا تحميني وما زال لدي كاميرا ترافقني دائما فهي سلاحي.'
وقاطع الجمهور الذي امتلأت به قاعة مسرح قصر رام الله الثقافي الذي يتسع لما يقرب من 800 شخص الفيلم بالتصفيق مع كل مشهد نال اعجابهم.
ومن تلك المشاهد نقد حاد وجهه المخرج لعدد من السياسيين الذين كانوا يحضرون الى القرية قبل بدء المواجهات لتحقيق المكاسب السياسية والتقاط الصور والمغادرة.
وانتقد برناط عن مساعدة المؤسسات الفلسطينية في انتاج الفيلم وقال امام الجمهور بعد انتهاء العرض ردا على سؤال حول ذلك 'توجهت الى العديد من المؤسسات الفلسطينية ولم اجد احدا يساعدني لانتاج الفيلم.'
وقال حول مشاركة يهودي في انتاج الفيلم 'هذا ليس تطبيعا مساعدي (جاي ديفيدي) في انتاج الفيلم هو متضامن كان ياتي الى القرية ليتضامن معنا. عرضت عليه الفكرة ووافق. هذا شيء وليس تعاونا فلسطينيا اسرائيليا لانتاج هذا الفيلم.'
وبدا سكان قرية بلعين الذين حضر عدد كبير منهم لمشاهدة الفيلم سعداء بما قدمه ابن قريتهم من توثيق لنضالهم ضد الجدار والاستيطان.
وقال اديب ابو رحمة الناشط في مقاومة الجدار والاستيطان والذي يظهر كثيرا في الفيلم 'لقد اعدنا الفيلم الى كل تلك الايام. كنت احس وانا اشاهد الفيلم انها تحدث الان.'
واضاف ابو رحمة الذي امضى سنة ونصف السنة في السجن ثمنا لهذا النشاط 'هذا الفيلم يمكن ان يساهم في تعميم تجربة قريتنا ونضالنا ضد الجدار والاستيطان لكل القرى الفلسطينية كما انه يشكل مادة يمكن استخدامها لمحاكمة اسرائيل على جرائمها.'