شيعة باكستان ضحية الطائفية الدولية

شيعة باكستان ضحية الطائفية الدولية
الأربعاء ٠٦ مارس ٢٠١٣ - ٠٤:٣٠ بتوقيت غرينتش

من الضروري بل من الواجب فعلا، اتخاذ الخطوات العملية اللازمة لوقف الجرائم الطائفية الخرقاء في باكستان. فأنظار الرأي العام غدت منصرفة هذه الايام الى المجازر الجماعية التي يتعرض لها المسلمون الشيعة هناك على أيدي التكفيريين الجهلة ، وهم الذين يستبيحون ارواح الناس الابرياء في العالم الاسلامي بوحي من فتاوى زعماء الوهابية في السعودية وقطر، و امراء طالبان والقاعدة في الكهوف والمغارات المقفرة في انحاء الارض.

فقد جاءت جريمة يوم الاحد 03/3/2013 في مدينة كراتشي (العاصمة التجارية والصناعية لباكستان) والتي راح ضحيتها 45 شهيدا فضلا عن عشرات الجرحى والمعوقين، لتعكس ــ وكما ورد في بيان وزارة الخارجية الايرانية ــ السياسات والمواقف التمزيقية التي ينتهجها اعداء الشعب الباكستاني المسلم.
وفي الوقت الذي أدانت طهران التفجيرات الارهابية التي طاولت علی حین غرة المصلين الخارجين من المساجد مساء بعد اقامة صلاة الفريضة جماعة، فانها طالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في مضمار مكافحة (ظاهرة الارهاب) باعتبارها تشكل تهديدا لجميع الشعوب.
الاعتقاد السائد ان جرائم الجماعات التكفيرية المتطرفة في باكستان، هي جزء لا يتجزأ من المؤامرة الطائفیة الغربية ــ الصهيونية، لتكريس التفرقة والانقسامات والعداوات في صفوف ابناء الامة، بل هي طريقة دنيئة لضرب وحدة المسلمين باسم الاسلام والقرآن والسنة .
وبرأي المراقبين فإن تلقي التكفيريين الدعم المالي والتسليحي الى جانب الفتاوى الجاهزة من البلدان البترولية في منطقة الخليج الفارسي، يشكل مظهرا خطيرا من مظاهر الانهيار القيمي والاخلاقي والعقائدي لدى الداعمين والمدعومين علی حد سواء، وذلك في ضوء ما يترتب عن هذا التوجه المنحرف من انهاك للامة الاسلامية واشغالها في مواجهات جانبية لا تخدم سوى العدو الصهيوني والاستكبار الاميركي.
ولابد من القول ان الامر سيكون اكثر خطورة في المستقبل نظرا للمساعي (الغربية ــ الاسرائيلية ــ الخليجية ــ التركية) الرامية الى ترجیح کفة افراد هذه العصابات المتطرفة واشاعة مفاهيمهم المنحرفة والمسمومة على مستوى المنطقة.
ومن الواضح ان ترسخ فكرة القتل والتخريب والتعصب الاعمى في عقول التکفیریین، هو الذي دفعهم الى سفك الدماء المسلمين الشيعة في باكستان، اذ لا منطق يبرر ازهاق ارواح اناس مؤمنين في كراتشي وكويتا سوى الرغبة في الانتقام، ونيران الحقد التي تعتمل في صدور الارهابيين حيال كل قوم او موقع يرتبط بقوى المقاومة بوجه المشروع الغربي ــ الصهيوني بشكل او بآخر.
في ضوء ذلك فانه لايصعب على أحد ان يعرف ما تقوم به السعودية وقطر في هذا المضمار، باعتبارهما تحتضنان هذه الجماعات المتطرفة وتزودانها بكل الوسائل والفتاوى القاتلة، لهدف اساسي وهو وأد الانتصار التاريخي الذي حققه المقاومون في جنوب لبنان على اسرائيل الغاصبة لفلسطين والقدس الشريف في تموز عام 2006، والذي كان بمثابة احياء للامة الاسلامية كافة، في حين أن ما يقدمه آل سعود وآل ثاني واردوغان تركيا للارهابیین، لا يستهدف سوى قتل الامة عبر سلاح التزمت والجهل والتكفير وسفك دماء الابرياء.

*حميد حلمي زادة
5-3-2013