نائب ايراني: الخروج من "ان بي تي" خيار على الطاولة

نائب ايراني: الخروج من
الأحد ٠٧ أبريل ٢٠١٣ - ٠٥:٥٥ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) - 7 - 4- 2013- أكد علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي الايراني، انه في حال عدم التزام الغربيين بقضايا مثل خفض الاسلحة النووية وعدم الاعتراف بحق ايران النووي فان الخروج من معاهدة "ان بي تي" هو من ضمن خيارات البرلمان الايراني.

وقال بروجردي في تصريح خاص ادلى به مساء الاحد لقناة العالم حول الرد الايراني على الاجراءات الغربية المحتملة لتشديد الحظر ونقل البرنامج النووي الايراني الى مجلس الامن: ان جميع الخيارات في مجلس الشورى الاسلامي موجودة على الطاولة.
واضاف: لا يمكن القبول بان تحترم ايران معاهدة حظر الانتشار النووي وقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية الا ان اميركا والدول الغربية الاخرى تتجاهل المعاهدة خاصة المادة السادسة فيها "خفض الاسلحة النووية" والمادة الرابعة فيها "الحقوق النووية الايرانية" وفي هذه الحالة لا يوجد اي مبرر لعضوية ايران في معاهدة "ان بي تي" وان مجلس الشورى الاسلامي بامكانه ان يعيد النظر فيها.         
وصرح: لا يمكن لنا ان نقف مكتوفي الايدي ازاء الظلم الذي يمارس ضد الشعب الايراني، مؤكدا ان هذا القرار هو قرار استراتيجي يجب ان يتخذه المجلس الاعلى للامن القومي الا ان المجلس سيستخدم طاقاته للدفاع عن حقوق الشعب. 
وتابع :ان المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1 في الماتي 2 وصلت الى مرحلة بحيث يسعى الطرفان التوصل الى نقطة توافق، معتبرا البيان الذي اصدرته وزارة الخارجية الروسية والذي وصف المفاوضات بانها "خطوة الى الامام" كان عادلا ومنصفا الى حد ما. 
واضاف: ان ايران تؤكد على حقوقها النووية لان هذا الحق نصت عليه المادة الرابعة لمعاهدة حظر الانتشار النووي "ان بي تي" والتي تعتبر ايران عضوا فيها، قائلا: لو ان دولا مثل الدول الاعضاء في مجلس الامن تعترف بهذا الحق فانها في الواقع تبدي احترامها  لمعاهدة دولية. 
واشار بروجردي الى ضرورة الغاء الحظر غير القانوني والظالم ضد الشعب الايراني وقال ان ايران تقوم باحتواء تداعيات الحظر وان الدول التي كانت تظن بان اسواق البلاد بعد الحظر ستواجه مشاكل قد توصلت الى هذه النتيجة بان اميركا كانت خاسرة في اللعبة التي بداتها منذ عشر سنوات ضد جمهورية ايران الاسلامية. 
وردا على سؤال بشان احتمال عقد جولة جديدة من المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1 قبل الانتخابات الرئاسية الايرانية المقررة في حزيران القادم قال بروجردي: نظرا الى ان العملية الانتخابية ضخمة ومكثفة فمن المستبعد ان تكون لدى ايران فرصة لعقد هذه الجولة من المفاوضات الا انه كمبدا اساسي فان طهران ترحب بالمحادثات من خلال اعتماد موقف منطقي وعقلاني وقوي.   
وحول تاثير رئيس ايراني جديد على مسار البرنامج النووي الايراني، قال بروجردي: وفقا للدستور فان قائد الثورة يمتلك مسؤولية وضع السياسات العامة للبلاد وان هذه السياسات محددة ومقرة وموزعة مؤكدا ان خارطة الطريق في مجال النشاطات النووية السلمية محددة بشكل كامل  بحيث ان الحكومات لها تاثير قليل جدا عليها ولذلك لا اظن بان يحدث حدث خاص بعد الانتخابات الرئاسية في البرنامج النووي وان هذه الخطة باعتبارها مطلبا شعبيا ستنتهجها الحكومة المقبلة.    
وحول العراقيل الموجودة امام نجاح المفاوضات، قال بروجردي: ان الاميركيين ووفقا لقرارات الوكالة ومعاهدة ان بي تي يجب ان تكون لديهم نظرة فنية وتخصصية وقانونية الى النشاطات النووية الا ان نظرتهم ذات صبغة سياسية... يقولون بانه يجب وقف عملية التخصيب بنسبة 20 بالمائة في حين ان هذا الرقم وحتى عملية التخصيب بنسبة  30 و50 بالمائة مشروعة وقانونية وفقا لقرارات الوكالة.  
واضاف ان الخط الاحمر هو القنبلة النووية التي نرفضها بشدة واننا الدولة الوحيدة التي اضافة الى التزامنا بمعاهدة ان بي تي لنا فتوى دينية تنص على حظرها.
وصرح بروجردي: انهم يريدون اغلاق منشاة فوردو في حين ان  المنشاة شيدت لحماية الاجهزة النووية من خطر قصف الطائرات الصهيونية او صواريخ هذا الكيان لاننا اخذنا العبرة من العراق وسوريا والتي تم قصف منشاتهما من قبل الكيان الصهيوني.            
وتابع، ان منشاة فوردو تقوم بعملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة لمفاعل طهران الذي يقوم بدوره بانتاج عقاقير لاكثر من 800 الف مريض لان الوكالة لم تلتزم بتعهداتها  القانونية في هذا المجال ولم تضع هذه المادة تحت تصرف ايران.
واشار بروجردي الى الحظر غير القانوني المفروض على ايران في العديد من السلع الاساسية، وقال: لو كان من المقرر ان نتعاون في مجالات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة فيجب حتما ان يرفع الحظر بشكل كامل ولذلك قدمنا لهم مقترحات ممزوجة من مقترحات اجتماعات موسكو والماتي 2 وبما ان هذه المقترحات كانت جديدة فقالوا انهم يريدون ان يدرسونها وانهم سيبحثون حول نتائجها في المباحثات القادمة. 
واشار رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي الى طرح بعض المقترحات بخصوص رفع الحظر عن بيع الذهب وتصدير المواد البتروكيمياوية في محادثات الماتي وقال: كان من المفروض ان يقدموا مقترحاً ويحددوا سقفا زمنياً تحدد الخطوات الاساسية لذلك، ولكن لم يحدث هذا الامر، وطالما لم يحدث شيء من هذا القبيل فان المحادثات لم تتوصل الى نتيجة مطلوبة.
وذكر ان من جملة نقاط الخلاف في محادثات الماتي هي ان مجموعة الدول الست طالبت ايران باتخاذ خطوات بناء الثقة اولاً، ومن ثم تتخذ هذه الدول الخطوات اللاحقة، لافتاً الى ان ايران قد عانت من التجارب المريرة الماضية بسبب عدم الثقة بالغرب، واوقفت في السابق "يو سي اف اصفهان، ومنشأة نطنز وتصنيع القطع، لكن مجموعة الدول الست طالبت ايران المزيد، وبه عبارة اخرى، طلبت من ايران اغلاق جميع منشآتها النووية، في حين يعد هذا مخالفة لمعاهدة "ان بي تي"، وتنصلت من العهود التي قطعتها لايران باعادة الاوضاع الى سابق عهدها، لذا نحن نرى انه ينبغي اولاً تحديد سيناريو يكون واضح المعالم من اوله الى آخره، مشدداً على ان ايران سوف لن تقع في الفخ مرة ثانية.
واوضح بروجردي، اذا كانت الحكومة الايرانية تقدم على مثل هذا العمل (اغلاق المنشآت النووية) فان نواب مجلس الشورى الاسلامي سيتصدون لها ولن يسمحوا لها بالتفريط في حق الشعب الايراني ولن يغضوا الطرف عن المؤامرات الاميركية، داعياً الولايات المتحدة الى مراعاة قواعد اللعبة وينبغي ان تعلم ان بناء الثقة طريق ذو اتجاهين، وان تعمل وفقاً للمصالح المتبادلة وبصدق.

واتهم بروجردي الغرب باغتيال العلماء الايرانيين النوويين ووصفه بالعمل الوحشي وضد الانسانية، مؤكداً ان مئات من العلماء النوويين قد تخرجوا من الجامعات ليحلوا مكان الشهداء النوويين الاربعة. وشدد على ضرورة اتخاذ تدابير لحفظ ارواح العلماء الايرانيين لمنع تكرار مثل هذه الحوادث المرة.