اعتراف إسرائيلي

اعتراف إسرائيلي
الثلاثاء ١١ يونيو ٢٠١٣ - ٠٨:٥٠ بتوقيت غرينتش

لم يكن أحد ليحتاج إلى اعتراف إسرائيلي ليتبين أن الموساد هو من خطط ونفذ لعملية اغتيال الشهيد عماد مغنية قبل خمس سنوات في دمشق . فقد أعلن حزب الله رسميا اتهامه للموساد وأطلق تهديده بالرد في الظروف المناسبة وكذلك فعل الإعلام الإسرائيلي وظل النفي الرسمي قائما إلى أن اعترف أحد الدبلوماسيين الإسرائيليين بذلك . وهو اعتراف قد يترتب عليه الكثير .

تقرير... في أول اعتراف من نوعه منذ اغتياله في فبراير شباط 2008 اعترف السفير الإسرائيلي السابق في برلين آفي بريمور بمسؤولية الاستخبارات الإسرائيلية عن اغتيال الشهيد القائد عماد مغنية في دمشق .
الاعتراف جاء في ندوة بثتها قناة  تلفزيونية ألمانية خذ مثلاً عام 2008 عندما قامت استخباراتنا بقتل عماد مغنية، حزب الله وإيران توعدونا بهجمات إرهابية، هل السبب في أنهم لم يفعلوا ذلك هو محبتهم لإسرائيل؟.
إعتراف غير مسبوق رغم تهرب الكيان الإسرائيلي والموساد من الإقرار به رسميا بسبب الفزع من رد مزلزل من حزب الله .
أنا لا أريد أن أتعاطى مع افتراضات أو قصص خيالية، أنا فعلاً لا أعرف من قام بها، بصدق، أنا لا أعرف من يقف وراء تلك العملية، لكن أياً كان من قام بها فهو على درجة عالية من الحرفية.
أنكرت الحكومة الإسرائيلية عبر بيان رسمي أي علاقة لها بالعملية، لكن أوساط إعلامية تحدثت عن تلقي أولمرت تهاني في بالكنيست.
راجت أخبار عن ارتياح بالغ ظهر على وزير الدفاع أياهود باراك وجنى مائير دغان رئيس جهاز الموساد عاماً إضافياً في منصبه دون توضيح الأسباب... إذا كانت إسرائيل هي من يقف وراء العملية فإن حزب الله لن يكون أمامه من خيار حينها إلا ان يرد لذلك فإن إبقاء الأمور غامضة على هذا النحو هو في مصلحة إسرائيل.
غموض لم ينطل على أحد فمنذ اللحظة الأولى للاغتيال اتهم حزب الله رسميا الاحتلال الإسرائيلي وتوعد الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله بالرد
لقد قتل الصهاينة الحاج عماد مغنية في دمشق وكل معطياتنا الميدانية والتحقيقية حتى الآن تؤكد هذا الأمر، اليوم كلمة واحدة فقط، أمام هذا القتل في الزمان والمكان والأسلوب أيها الصهاينة إن كنتم تريدون هذا النوع من الحرب المفتوحة فليسمع العالم كله فلتكن هذه الحرب المفتوحة... لبيك يا نصر الله...
ومنذ ذلك التهديد بقي الاحتلال وحتى الآن يعيش خوفا انعكس على حياة الإسرائيليين وما زال ولا سيما رجال الموساد
ماذا تتذكر عندما ترى صورته؟؟.. هذا يخيفني بصراحة، خصمك يعرفك جيداً ويعرف كيف تفكر وتخطط ذلك جعلك تشعر أنك تحارب الشيطان.
كان هذا جزءا من وثائقي مطول أعدته القناة الثانية في التلفزة الإسرائيلية وفيه تأكيد بأن قرار الاغتيال اتخذ على أعلى مستوى رسمي في الكيان ونفذه الموساد.
قد اجتمع في مقر الموساد كل من رئيس الموساد والاستخبارات العسكرية ورئيس جهاز الشاباك ورئيس الوزراء أولرمت وأيهود باراك لمناقشة عملية تصفية عماد مغنية في قلب دمشق، كل المسؤولين المشاركين في الاجتماع كانوا على يقين أن هذه الفرصة لن تعوض، وكلهم رفعوا أيديهم للموافقة على تصفية مغنية. أولمرت اجتمع بكل المسؤولين عن تنفيذ العملية ويقال أنه اجتمع بالمنفذين شخصياً قبل تنفيذ المهمة.
وكان التلفزيون السوري بث قبل سنتين اعترافات لأحد عملاء الموساد اعترف فيها بتزويد الموساد الإسرائيلي معلومات استخبارية قادت إلى تنفيذ عملية الاغتيال.
أذاعت سورية اعترافات رجل أردني فلسطيني تقول أنه أعطى إسرائيل معلومات قادة إلى اغتيال القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية في دمشق قبل ثلاث سنوات، وقال الرجل إن إسرائيل جندته عام 2006 بعد زيارة إلى مدينة الخليل في الضفة الغربية وقال أن قادته الإسرائيليين أرسلوه إلى دمشق في فبراير من عام 2008 وأعطاهم تفاصيل عن سيارة مغنية قبل ساعات من تفجيرها في الثاني عشر من فبراير من العام ذاته.
فاتصل معي المرة الثالثة طلب مني البقاء والبحث، وأكد لي أنه موجود في قرميد وفي سيارة باجيرو كذلك لو فضي.. بحثت بحثت لم أجد أية سيارة، فلم أجد، فخرجت على الشارع الرئيسي وأنا أتكلم معه، اتصل بي على أساس أن أبقى في المنطقة وأتأكد أين السيارة والباجيرو أين موجودة، فأثناء وأنا أرصد الشارع الرئيسي دخلت سيارة باجيرو لون فضي ودخلت خلفه سيارة مرسيدس مظللة لم أرى من بداخله، فأعطيته رقم السيارة، قال لي ارجع وتأكد وانظر أين يقفون وأين يذهبوا، من خلال متابعتي للإنترنت ومتابعتي للتلفزيون تبين لي أن في عملية اغتيال للشهيد عماد مغنية الله يرحمه. فتبين لي ونزلت صورة طبعاً صورة التفجير على الإنترنت، فتأكدت أن هذه السيارة هي نفسها هي السيارة. انتظرت حتى انتهيت الامتحانات وتوجهت على الأردن، ثم توجهت إلى فلسطين وبعدها توجهت كان في اجتماع مع داوود في القدس.
للإضاءة أكثر على هذا الموضوع أرحب بالكاتب والمحلل السياسي الدكتور وسام حمادي، أهلاً بك، إذاً اعتراف السفير الإسرائيلي السابق في ألمانيا باغتيال الموساد للشهيد عماد مغنية هو الأول من نوعه، ماذا يرتب هذا الاعتراف على الاحتلال د. حمادي؟
ج: أنا اعتقد ليست ذلة لسان كما ورد في التقرير، هو تأكيد للمؤكد أن للموساد يد طولة في عملية استشهاد القائد الكبير عماد مغنية ويراد من هذا الأمر شيئان أولاً إعطاء جرعة إضافية لجهاز الموساد وللجيش الإسرائيلي أنه ما زال قادراً على أن يطال أي هدف في العالم حتى وإن كان هدف على مستوى الشهيد عماد مغنية.
الهدف الثاني الحقيقة سوف يترتب على ويشجع وأيضاً يعطي جرعة للجمهور الإسرائيلي الذي يعاني ما يعاني من خيبة أمل ويعاني ما يعاني من خوف ورعب من تهديد حزب الله المفتوح، الذي حتى هذه اللحظة ما زال مفتوحاً على كل الاحتمالات، وخاصة أن سماحة السيد حسن نصر الله حدد أن المكان والزمان والطريقة هي من اختيار قيادة حزب الله العسكرية التي سوف ترد في الوقت المناسب، وهذا يجعل الإسرائيلي حتى هذه اللحظة مع كل مناسبة وكل ذكرى للشهيد مغنية أو كل ذكرى حتى للانتصار المقاومة على إسرائيل يعود شبح الشهيد عماد مغنية ليؤرق مضاجعهم يومياً، وأعتقد ان يستفيد حزب الله والمقاومة من هذا الاعتراف بشيء كبير من رغم أن المجتمع الدولي لا يعنيه أي اعترافات من العدو الإسرائيلي لأنه دائماً هو يغطي هذا الكيان إنما يستفيد في مكان ما أن للحزب الحق في الرد في المكان والزمان المناسبين.
س: د. حمادي قد يقول البعض أن اعتراف السفير الإسرائيلي السابق لا يحمل صفة رسمية، ولكن السؤال لماذا يرفض الاحتلال الاعتراف رسمياً بالعملية حتى الآن؟
ج: مما لا شك فيه ان الاحتلال الإسرائيلي تربكه عملية الاعتراف رسمياً لأن هذا يعطي ضوء أخضر أمام المجتمعات الدولية أن لهذا الحزب حق الرد، هو يدرك حجم هذه الشخصية ويدرك حجم الرد سوف يكون مزلزل، لذلك يحاول ان يغطي نفسه بالحد الأدنى على المستوى الإعلامي والمعنوي الخارجي، إنما هذا لا يقدم ولا يؤخر الإسرائيلي يعلم والموساد تعلم تماماً أن هذا الثأر مفتوح بيننا وبين الإسرائيلي، وأن الوقت حين يحين سوف يكون عملية قوية جداً بحجم عملية اغتيال قائد عظيم كالشهيد عماد مغنية.
س: واضح أن حال الخوف من رد حزب الله على عملية اغتيال الشهيد عماد مغنية مستمر، ولكن ما الأعباء والأثقال التي فرضها تهديد حزب الله على الاحتلال برأيك د. حمادي حتى الآن؟
ج: أولاً هناك عدد كبير من الأعباء والأثقال التي أثقلت كاهل الإسرائيلي على المستوى الداخلي أو على المستوى الخارجي، على مستوى السفارات أو على مستوى المصالح الاقتصادية الإسرائيلية إن كان في أوروبا أو في أفريقيا، أو في أميركا اللاتينية أو في أي مكان من هذا العالم، هم يدركون تماماً أنهم 24 على 24 ساعة يحتاجون إلى مراقبة دقيقة إلى تكاليف هائلة لحماية سفرائهم وديبلوماسييهم وتجارهم ورجال أعمالهم، فنانيهم ومثقفيهم كما يدّعون، هناك أعباء لا تحصى على المستوى الاقتصادي وعلى المستوى المعنوي وعلى مستوى الحركة التي إذا كانت قبل استشهاد الشهيد عماد مغنية هي حركة حرة يستطيع الموساد أن يتحرك بحرية مطلقة في الشوارع العربية والشوارع الأوروبية أعتقد بعد هذا الاستشهاد المزلزل وهذا التهديد القوي من حزب الله أصبح للإسرائيلي عشرات عماد مغنية الذي يلاحقهم حتى في فراشهم.