لماذا يحاربون القنوات الإيرانية ؟

لماذا يحاربون القنوات الإيرانية ؟
الإثنين ٠١ يوليو ٢٠١٣ - ٠٥:١٦ بتوقيت غرينتش

ليست المرة الاولى التي يتوقف فيها بث القنوات الايرانية على الأقمار الاوروبية ومنها قمري انتل سات ويوتل سات بذريعة تنفيذ الحظر الامريكي المفروض على ايران .

فالبلدان الاوروبية التي تزعم الدفاع عن حقوق الانسان والكلمة الحرة وحق التعبير تصبح هي اداة تنفيذ الارادة الامريكية ضد وسائل اعلامية لا ترضح لضغوط الادارة الامريكية والكيان الصهيوني وتقول كلمة الحق دون خوف أو وجل.
القنوات الايرانية ولا سيما قناة العالم وبرس تي في والقناة الاسبانية التي شملها وقف البث على القناتين الاوروبيتين ،  حظيت باقبال المشاهدين ، لانها لم تعبر عن وجهات نظر الامريكيين والاوروبيين ولا اتبعت سياساتهم في منطقة الشرق الاوسط ، بل اتخذت نهجا مستقلا عنهم وعكست الواقع الذي يعيشه العالم العربي والشرق الاوسط كما هو، لا كما يريده الأوصياء عليها .
هذه القنوات لم تتعرض فقط الى حظر امريكي واوروبي فحسب ، بل واجهت حمله مسعورة من قبل دول وقنوات طائفية تدعو الى حجبها ووقف بثها بسبب قولها كلمة الحق والامتناع عن بث برامج تهدف الى الترويج للافساد الخلقي ونشر الإنحلال في المجتمعات الإسلامية.
فقنوات العالم وبرس تي في وغيرها من القنوات الإيرانية تقف اليوم وحيدة ، لتواجة الاف القنوات التي تروج للفساد والانحلال الخلقي ونشر الثقافة الامريكية والاوروبية الماجنة من جهة وقنوات تثير الأحقاد الطائفية وتدعو الى القتل على الهوية وسحل المؤمنين واحراق جثثهم لا لسبب سوى الاختلاف في الرأي وتعدد الإجتهادات .
فلا غرابة أن نجد رجال دين ذوو توجهات طائفية يستغلون المنابر الإعلامية التي تدعمها حكومات في المنطقة وتحظى بمباركة  امريكية و اوروبية ويقومون بمهاجمة القنوات الايرانية والمطالبة بوقف بثها تحت ذرائع واهية ، لانها كما يزعمون تضلل الشباب المسلم ، ولكن الواقع يظهر ان القنوات الايرانية لا تتلقى أوامرها من دوائر المخابرات الامريكية والاوروبية ولا تعمل من أجل افساد المجتمع الاسلامي عن طريق بث برامج وافلام تشجع الشباب على تبني الثقافة الامريكية والغربية .
ان القنوات الايرانية اسست من اجل بث الوعي الاسلامي لدي الجيل الجديد وتحذير الشباب من ثقافة الانحلال الخلقي والافكار الطائفية والعنصرية التي أخذت تجتاح المنطقة أخيرا تنفيذا لسياسة امريكية تهدف الى بث الفرقة بين الشعوب العربية والاسلامية ، ولهذا السبب نرى هذه القنوات  تتعرض باستمرار الى وقف بث برامجها بذريعة تنفيذ العقوبات الامريكية والاوروبية كما هو الحال بالنسبة الى الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تواجه العقوبات السياسية والاقتصادية منذ عشرات السنوات بسبب عدم رضوخها للضغوط الامريكية والاوروبية التي تدعو الى وقف برنامجها النووي و اتخاذ سياسة ترضي اميركا والغرب وتحقق مصالحها في المنطقة .
شاكر كسرائي