نحو اعادة الهوية الاوروبية امام اميركا!

نحو اعادة الهوية الاوروبية امام اميركا!
الثلاثاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٥:٤٨ بتوقيت غرينتش

اهتمت بعض افتتاحيات ومقالات صحف طهران الثلاثاء، بتناول الموقف الاوروبي الجديد حيال الاوضاع السورية.

صحيفة جام جم: نحو اعادة الهوية الاوروبية امام اميركا!

في صحيفة "جام جم" الصادرة صباح الثلاثاء، نطالع مقالا افتتاحيا اعده الكاتب "علي عسكري" يناقش فيه ضرورة اعادة اوروبا هويتها امام الولايات المتحدة الاميركية، ويوضح الكاتب انه وخلال السنوات القليلة الماضية، ضعفت الهوية الاوروبية نتيجة لسياسات اميركا الدبلوماسية وتحركاتها وبدعم من اللوبي الصهيوني، حيث تحولت اوروبا الى تابع ومنقاد لاميركا في التطورات الدولية.      

واضافت الافتتاحية ان هذه التبعية الاوروبية لاميركا يمكنها ان تكون مصدرا لانزلاق مكانة اوروبا تاريخيا، وعلى وجه الخصوص في مجالي الازمة الاقتصادية والهوية الاوروبية.

وتابعت الصحيفة، على الرغم من ان اميركا كانت في الايام القليلة الماضية، تذرعت باسباب غامضة من اجل الهجوم على سوريا، فاننا شاهدنا ظاهرة مثيرة للاهتمام، وهي اعلان اوروبا عن استقلالها للتوجهات الاميركية والعودة لهويتها امام اميركا.

ورأى الكاتب "عسكري" ان هذه الظاهرة وهذا التوجه، ستكون لها بدون شك، فوائد قيمة للعالم ولمنطقة البحر الابيض المتوسط ولاسيما لاوروبا.

واستطردت الافتتاحية، ان اميركا وبسبب بعدها الجغرافي عن منطقة البحر الابيض المتوسط التي تحدها من الشمال الدول الاوروبية ومن الجنوب والشرق دول شمال آفريقيا والشرق الاوسط التي لها علاقات الجوار مع اوروبا، تحاول نشر حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، كما وتحاول من خلال تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول ان تؤثر على عملية تشكيل الحكومات في هذه الدول وتبث الاضطرابات والصراع، والتي تعارض تماما مع مصالح شعوب هذه المنطقة والعالم، وجميع البلدان الآسيوية والافريقية في حوض البحر الابيض المتوسط.

واوضحت الافتتاحية ان اطلاق البوارج الحربية والقطع البحرية الاميركية، بضعة صواريخ على سوريا من على البعد، وثم ترك ساحة المواجهة، فانها وان كانت لا تسسبب اية اضرار للاراضي الاميركية، فانها ستخلق تحديات واثارا مدمرة للدول الاوروبية في شمال البحر الابيض المتوسط، وكذلك لدول شمال افريقيا ودول الشرق الاوسط. 

ونوه الكاتب الى انه ولهذا السبب ينبغي على الدول الاوروبية ان تتصف بالواقعية والوعي والفهم الصحيح للظروف والواقع على الارض، وان تتخد موقفا مسؤولا وان تكون لها هوية مستقلة، أمام هذا التحرك الاميركي.

وختاما اوضحت الافتتاحية ان اوروبا قررت هذه المرة عدم التضحية بمصالحها ومصالح شعوبها كقرابين للإمبروطورية الاميركية التي غرقت في بحر من كراهية شعوب المنطقة وان تعتز بهويتها الاوروبية وتراعي مصالحها الخاصة.